لم يتمالك التونسي كريم عليا الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما، نفسه وهو يقف على المشاعر المقدسة، بعدما ظل على مدى ستة عقود يعيش بهذه الأمنية، التي لم يحققها له إلا حفيده. ورغم تكالب الأمراض على كريم عليا إلا أنه آثر ألا يتراجع عن حلمه، بعدما استطاع توفير التكلفة التي تعينه على الوصول إلى البقاع الطاهرة، وما إن أخبره حفيده بأن رحلة العمر قد تتحقق حتى رفع يديه إلى السماء مبتهلا إلى الله أن يمن عليه بالفضل ويحييه حتى يصل إلى مبتغاه ويحط رحاله على عرفات. ويسرد حفيده تفاصيل حلم جده، والذي لم يستطع والده تحقيقه لضيق الحال، مشيرا إلى أن والد جده كان أيضا يعيش هذا الحلم قبل أن يتوفاه الله، الأمر الذي جعل جده يكثف الدعاء أن يمن الله عليه بطول العمر حتى يحقق حلمه. وأضاف خالد محمد كريم (25 عاما): قدمت إلى المشاعر المقدسة قبل عدة أيام، بعدما تحصلنا على مبلغ بسيط، من بعض الخيرين والأقارب والجيران، والذين حرصوا على تقديم كل ما يملكون من أجل حج جدي رغبة في تحقيق حلمه لكبر سنه. ويؤكد خالد أن جده حرص على السير على الأقدام فور وصوله إلى البقاع المقدسة، لأداء النسك، داعيا الله أن يمن عليه بالفضل.