أكد ل«عكاظ» وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم الدكتور عبدالرحمن البراك، تنفيذ توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على استيعاب الطالبات والطلاب السوريين بعد إجازة عيد الأضحى مباشرة. وقال الدكتور البراك في حديث هاتفي ل«عكاظ» البارحة «إنه سيتم تنفيذ الأمر السامي الكريم باستيعاب الطالبات والطلاب السوريين المتواجدين في المملكة بتأشيرة زيارة»، ويضيف «ستعمم الوزارة على كافة إدارات التربية والتعليم للبنين والبنات في مختلف مناطق المملكة باستيعابهم وفق المقاعد المتاحة مع مراعاة المرونة في فترة القبول». من جهة أخرى، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم محمد الدخيني على أن التعليمات المبلغة من قبل الوزارة لجميع الإدارات والمدارس تشدد على «أن يعامل الطالب السوري معاملة السعودي تماما، في كافة الإجراءات المتعلقة بالقبول والتسجيل، دون تمييز». وأوضح الدخيني الخطوات العملية المعدة لاستقبال الطلاب السوريين، إذ على الطالب أو الطالبة التوجه بداية إلى المدرسة التي يرغب التسجيل فيها، وهناك يقدم المستندات التي تثبت هويته ومستواه التعليمي، عندها تشرع إدارة المدرسة في إتمام إجراءات القبول وفق التعليمات المبلغة لها. وحول قدرة المدارس من استيعاب الطلاب والطالبات السوريين، قال الدخيني «إن ذلك أخذ في الحسبان، وتمت دراسته بدقة قبل أن يرفع المقترح إلى المقام السامي، حيث تتم تهيئة المدارس لاستقبالهم بزيادة المقاعد الدراسية ورفع طاقاتها الاستيعابية، فيما إذا كانت طاقات بعض المدارس لا تسمح يتم توجيه الطالب لمدرسة أخرى مجاورة». اعتبر عدد من مديري التربية والتعليم، موافقة خادم الحرمين الشريفين على قبول الطلاب والطالبات السوريين القادمين إلى المملكة بتأشيرة الزيارة في مدارس التعليم العام، استشعارا من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمعاناة الشعب السوري الشقيق، مؤكدين استعدادهم لإنهاء إجراءات قبولهم بصفة فورية. وفي المقابل، أجزل رئيس رابطة جالية الثورة السورية في المملكة محمود التغلبي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على كريم رعايته وسخاء عنايته بالسوريين، وقال إن هذا ليس بمستغرب على قائد الأمة الذي أثبت وقوفه جنبا إلى معاناة الشعب السوري منذ بداية الأزمة، سواء في المملكة أو في خارجها، من خلال المشاريع الإغاثية للاجئين في الأردن ولبنان وتركيا، فضلا عن الموقف السياسي الواضح في رفضه كل ما يقدم عليه نظام الأسد. ونوه التغلبي بالانعكاسات الإيجابية للتوجيه الملكي في تعليم أبناء السوريين العقيدة السليمة والتعاليم الصحيحة للإسلام، وتعزيز المعرفة لديهم، وتنقية عقولهم من فكر البعث، المنتشر في كل مناهج التعليم السوري، بعيدا عن تأليه البشر، إذ نشأوا على مقررات أساسها الشرك بالله، وتقديس بشار الأسد. وقال «السوريون المقيمون في المملكة جميعهم واثقون من سلامة المناهج السعودية، ومطمئنون من نشأة أبنائهم على القيم التي تحملها، بجانب إيمانهم بكرم الشعب السعودي في احتضان أبنائهم والتعامل معهم بكل معاني الإخوة والألفة». وناشد التغلبي المعلمين والطلاب في مراعاة الظروف النفسية التي يمر بها الطلاب السوريون، والأزمة التي عاشوها وأجبرتهم على الخروج من أراضيهم، إذ إن غالبيتهم فقد أباه أو أمه أو أحد إخوته، وتدهورت حالته المادية والصحية والاجتماعية.