قبل ساعات من يوم النحر، بات الشبه واضحا، في من يحمل السكاكين والأمواس، فالكل هناك يبحث عن لقمة عيش، بعيدا عن نظامية العمل، أو صحة البيئة، حيث يجد الكثير من العاطلين من العمالة المتخلفة تلك المهن ملاذا لهم للخروج بغلة العيد. ومع صبيحة يوم العيد يتكرر المشهد كل عام عندما ترتفع السكاكين معلنة نحر رقاب الأضاحي والهدي، فيما يشهر الحلاقون الأمواس ليجزوا شعور الحجاج. وأصبحت شروط العاملين في مهنة الجزارة الذهاب إلى منطقة المعيصم، ببزة لونها أحمر، واصطحاب السواطير والسكاكين، فيما المؤهلات الوقوف على قارعة طريق العسيلة، لاصطياد الزبائن سواء على ناصية الطريق أو في أحد الأركان، مستغلين رغبة أصحاب الهدي والأضاحي في الإسراع في المهمة بدلا من الانتظار ولو لدقائق معدودات في المسالخ النظامية. واعترف محمد علي، نيجيري الجنسية، الذي يعمل في النجارة، بأنه يحول مهنته إلى الذبح، والذي يجني من ورائها أموالا طائلة، من عائد الذبح أو بيع بعض اللحوم المتبقية على المطاعم. وفي المقابل كيف الحلاقون من الوافدين تواجدهم بجوار قهوة اليماني في حي المعابدة، للافتراش في جبال منى في يوم العيد. وفي أحد جنبات مشعر منى أوضح عبدالقادر محمد، بنجلاديشي الجنسية، أن مهنته في السباكة طيلة العام، إلا أنه يتحول إلى حلاق في موسم الحج، خاصة أن رأسماله لا يتجاوز أمواسا معدودة، فيما المقابل مجزي.