المشهد الذي كان يتكرر في كل عام أو بمعنى أدق في كل عيد أضحى عندما تنتهي من صلاة العيد وتفرغ من زيارة الأهل والأقارب والجيران ثم تشرع في ذبح أضحية العيد في المنزل بحضور الأسرة، بات هذا المشهد يتجه نحو الاختفاء بشكل تدريجي، إذ يتجه كثير من الناس إلى المسالخ والمطابخ لذبح الأضحية، أو يستعينون ببعض الوافدين المخالفين الذين ينتشرون خلال أيام العيد بشكل كبير جدا. يقول محمد بن حزام الشهراني: بعد أن كان رب كل أسرة يقوم بذبح أضحيته بيده وبمساعدة أهل بيته أصبح يشتري أضحيته قبل العيد بيوم أو يومين ثم يذهب بها إلى أحد المطابخ أو محال المندي، ويأخذ رقما ويعطيه الجزار موعدا للمراجعة، حيث تشهد هذه المحال في مدينة خميس مشيط وفي الكثير من مناطق المملكة تزاحما شديدا من أصحاب الأضاحي، فبعض هذه المطابخ تتجاوز فيها الأرقام 300 500 رقم، بل إن بعض الزبائن لا يصل إليه الدور في اليوم الأول فيضطر إلى الانتظار لليوم الثاني، مشيرا إلى أن الجزارين قاموا بتجهيز أدوات الذبح من سكاكين وغيرها قبل وقت كاف من أيام العيد. يقول صالح الحضرمي (أحد الجزارين): نحن ننتظر طوال العام موسمنا، فهذا أفضل موسم ونأخذ على الرأس 100 ريال في أول يوم وفي اليوم الثاني 50 ريالا وفي اليوم الثالث 30 ريالا، وهذا متعارف عليه في كل مكان، لأن الجزار يعاني ويواجه صعوبات فيذبح في الساعة الواحدة من 3 4 ذبائح ولا نعرف شعور يوم العيد فنعيش في خدمة المواطن والمقيم. وقال لا شك أن الدخل الذي يدخل علينا في اليوم الأول بالذات قد يعادل دخل ثلاثة أشهر في الأيام العادية. من جهة ثانية، شهدت صوالين الحلاقة تزاحما شديدا وخاصة بعد أن أتم الكثير من الناس ذبح أضاحيهم، وقد توافد العشرات إلى الصوالين وتم توزيع أرقام على الزبائن وذلك لضبط عملية الدور. وقال الحلاق أمين زين: يعتبر أول يوم في العيد بعد ذبح الأضحية هو الموسم، وأسعارنا 50 ريالا فنحن لا نستغل الزبائن وهذا موسمنا، وأهم ما يعنينا هو رضا الزبائن وسوف يتواصل عملنا حتى الساعة الثانية من فجر اليوم الثاني وصبيحة اليوم الثاني سوف يكون إجازة مقابل ونظير الجهد في أول يوم. وقال سعد الشهري تشهد أيام عيد الأضحى إقبالا شديدا من قبل الزبائن على محال الولائم وذلك لذبح الأضاحي وكذلك على صوالين الحلاقة، مشيرا إلى أن هناك استغلالا لحاجة الناس، حيث نشاهد كثيرا من الوافدين يستغلون هذا الزحام في ممارسة الذبح والحلاقة حتى أصبحت مهنتا الجزارة والحلاقة مهنة من لا مهنة له في عيد الاضحى، «وأصبح السباك والكهربائي والخباز والنجار والمزارع يشاركون أصحاب المهنة الحقيقيين في ذبح الأضاحي وحلق الرؤوس».