تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به - رعاه الله - من صفات متميزة أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني كافة إضافة إلى حرصه الدائم على الشفافية ونشر العدل وثقافة الحوار البناء وسن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والتقنية والوسائل المعلوماتية فى شتى المجالات مع توسع في التطبيقات. وقد أولى خادم الحرمين الشريفين مليكنا الصالح الحرمين الشريفين والمشاعر في مكةالمكرمة والمسجد النبوي جل اهتمامه ومن ريادة هذا الإمام العادل والملك الصالح أعانه الله على كل خير استكمال مختلف المشروعات التي تسهل وتيسر على حجاج بيت الله الحرام أداء مناسكهم والقضاء على مشاكل الازدحام في المطاف والمسعى وحول جسر الجمرات وفي الساحات المحيطة بها بالإضافة إلى ما تضمنته المشروعات من استكمال امتداد الأنفاق والتقاطعات والجسور التي ستؤدي بمشيئة الله إلى تسهيل حركة المرور من وإلى مشعر منى. ويعد مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها خادم الحرمين الشريفين في خدمة الإسلام والمسلمين. وقد وضع الملك المفدى - حفظه الله - هذا المشروع في مقدمة الاهتمامات الكبرى للمملكة وأسبغ عليه كريم عنايته ورعايته وإشرافه الشخصي انطلاقا من إيمانه العميق بأن ذلك أمانة شرفت بها هذه الدولة. وتلبي التوسعة جميع الاحتياجات والتجهيزات والخدمات التي يتطلبها الزائر مثل نوافير الشرب والأنظمة الحديثة للتخلص من النفايات وغيرها إلى جانب تظليل الساحات الشمالية. وترتبط التوسعة الحالية بالتوسعة السعودية الأولى والمسعى من خلال جسور متعددة لإيجاد التواصل الحركي المأمون من حيث تنظيم حركة الحشود. وشهد بناء وعمارة المسجد الحرام على امتداد أكثر من 14 قرنا، نقلات معمارية كثيرة على مر العصور؛ إلا أن هذه التوسعة في عهد هذا الإمام لتضيف تطورا وتوسعا أفقيا ورأسيا وخدميا، حيث تعد علامة بارزة في تاريخ عمارة المسجد الحرام تضاف إلى المشروعات العديدة التي شهدها المسجد الحرام في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - ومنها توسعة المسعى الذي ارتفعت طاقته الاستيعابية من 44 ألف ساع في الساعة إلى 118 ألف ساع في الساعة، مما سهل على الحجاج والمعتمرين إكمال مناسكهم. كما شهد المطاف توسعة تاريخية تتناسب مع مساحة المسجد الحرام لتكتمل منظومة راحة الحجاج والمعتمرين وسيستوعب المطاف بعد توسعته حوالى مائة وثلاثين ألفا في الساعة بدلا من خمسين ألفا وستحافظ التوسعة على الرواق العباسي القديم وتتعامل معه بما لا يتعارض مع زيادة الطاقة الاستيعابية للمطاف. يشكل مشروع تطوير سقيا زمزم مرحلة جديدة في تاريخ تعبئة وتخزين مياه زمزم من خلال مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم في كدي في مكةالمكرمة ليدير البوصلة نحو ضمان بقاء الماء المبارك نقيا من الشوائب بطرق متطورة في آليات التعبئة والتخزين الآلي وتأتي هذه المشروعات امتدادا لما شهده المسجد الحرام من توسعات وإنشاءات في العهد السعودي منذ تأسيس الدولة على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -. وامتدت يد خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لتشمل بعدا آخر من أبعاد التطوير والتقنية فها هي ساعة مكةالمكرمة التي تمثل معلما إسلاميا شامخا ستظل تشاهده الأجيال المسلمة من مسافات بعيدة تنبئ بمواعيد الأذان وأوقات الصلاة في الحرم المكي الشريف. ويعد جسر الجمرات من أبرز وسائل التيسير على الحجاج لإكمال نسكهم ويعد من المشروعات التي أقيمت في مشعر منى وأنفقت فيها الدولة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين مليارات الريالات كما بلغت طاقة هذا الجسر 300 ألف حاج في الساعة ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويتكون من 5 طوابق تتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة ضيوف الرحمن بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد «12» مترا. بانطلاق قطار المشاعر تدخل خدمات الحج مرحلة جديدة بآليات ورؤية مستقبلية متطورة حيث يربط المشاعر من عرفات ومزدلفة نزولا عند الجمرات في منى في حركة ترددية آلية. وينقل القطار ضيوف الرحمن بيسر وسهولة عبر الأودية وسفوح الجبال في طبيعة جغرافية صعبة ويقف القطار في المشاعر في (9) محطات تتيح للحجاج الركوب والانتقال للمشعر الآخر. إن مشاريع توسعة وعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة شاهدا على ما قام به الملك الصالح والإمام العادل من خدمات عظيمة وأعمال جليلة وما بذله بسخاء عليها لم يشهد التاريخ لها مثيلا حتى أصبحت بفضل ما قام به من جهد معلما إسلاميا شامخا سيظل حاضرا وشاهدا على ما قدمه هذا الإمام العظيم ملك المملكة العربية السعودية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من أعمال جليلة تهدف في مجملها إلى إعزاز وخدمة الإسلام والمسلمين وسيبقى اسم وعهد هذا الملك الصالح محفورا وحاضرا في التاريخ الإسلامي وتذكره الأجيال بالذكر الحسن وستلهج له بالدعاء على ما قدمه للإسلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. * الرئيس العام للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر