عقدت «ندوة الحج الكبرى» التي تنظمها وزارة الحج تحت عنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» ثلاث جلسات علمية أمس تم خلالها طرح 10 أبحاث تناولت التقنيات في توعية الحجيج بمقاصد الحج وفي تنمية السلوك الحضاري أثناء أداء الركن الخامس من أركان الإسلام واستخدام شبكات التواصل الاجتماعي في توجيه وإرشاد حجاج بيت الله الحرام بمقاصد الحج وفي تنمية السلوك الحضاري أثناء تأدية فريضة الحج، كما تناولت الجلسات، الآثار النفسية والاجتماعية لتنمية السلوك الحضاري أثناء أداء فريضة الحج، وأثر أداء الحج في سلوك الحجاج ومقاصد الحج الاقتصادية والتعامل الحضاري مع المنجزات، إلى جانب أثر وسائل الإعلام في رفع المستوى الحضاري لمناسك الحج، وتخطيط وتنفيذ وتشغيل المشروعات الكبرى بالمشاعر المقدسة وجهود المملكة في تنظيم الحج تنظيما حضاريا وتقنيا في جميع مراحله. وناقش المشاركون، كيفية استثمار «شبكات التواصل الاجتماعي» في خدمة فريضة الحج، من خلال تثقيف الحجاج وزيادة وعيهم بأمور دينهم ومناسكهم، مؤكدين على أهمية تطوير المحتوى العربي والرقمي حول رحلة الحج وبلغات مختلفة، مع الاستفادة من هذه التقنيات في استخدام شرائح التتبع التي يمكن تغذيتها بمعطيات الحجاج من جواز سفر وموجز عن الحالة الصحية والعمر وفصيلة الدم وأرقام الهواتف والعنوان في مكة منى وعرفات إضافة إلى العنوان وأرقام هواتف الحاج في بلده الأصلي، حيث يسهم ذلك في تجاوز العديد من مشاكل الحجاج وتخفيف الأعباء الملقاة على كاهل القائمين في خدمة الحجيج، وأشاروا إلى أهمية توعية الحجاج من خلال تدريبهم وتعليمهم على تأدية فريضة الحج، وتعزيز ذلك باستخدام الأفلام التلفزيونية، للتأكد تماماً أن الحاج قد وعى ما يجب أن يفعله لضمان سلامته وسلامة الحج، وارتأوا تأسيس هيئة من الأخصائيين تبحث عن طريقة جديدة موثقة علميا لصياغة علم نفس جديد تسميه بعلم النفس الإسلامي يكون قادرا على تلبية علم نفس تربوي يقدم الحلول الناجعة لإصلاح الانحرافات في سلوك بعض المسلمين وهدايتهم إلى طريق الخير والنور، ولفتوا في ذلك السياق، إلى أن الأسس والمبادئ اللازمة لتحقيق السلوك الحضاري أثناء أداء الحج تتلخص في العلاقات الإنسانية واتباع الأنظمة والتسامح وقبول الآخر حتى تقوم علاقة متينة بين جميع الأفراد في مجتمع الحج. وأبان المشاركون في جلساتهم، فضائل الحج وآثاره الجليلة على الحاج نفسه وانعكاسه على إخوانه الحجاج، حيث تظهر هذه الآثار في تربية السلوك والأخلاق، واستعرضوا مقاصد الحج الاقتصادية ومشروعية الجانب الاقتصادي للحج وأهمية الحج في الحياة الاقتصادية وتأثيرها على بلاد الحرمين الشريفين وبلدان العالم الإسلامي، مشيرين إلى أن الحج فرصة مناسبة لعقد المؤتمرات والندوات العلمية في مجال الاقتصاد الإسلامي، وذلك بتحليل الوضع الاقتصادي لكل بلاد إسلامية وطرح سبل التواصل الاقتصادي، وأضافوا أن الحج مناسبة لتوجيه السياسات الاقتصادية للبلدان الإسلامية وخاصة السياسات النقدية والتجارية، وبالتالي يكون نظاما اقتصاديا إسلاميا موحدا يمكن من توزيع خيرات البلدان الإسلامية فيما بينها وعدم التفريط فيها والانتفاع منها لغير المسلمين، علاوة على أن الحج دعوة للمسلمين لتطبيق الأخلاقيات العقائدية في المجال الاقتصادي من خلال اجتناب العامل التجاري في الخبيث والمحرمات. في سياق متصل، شهدت آخر الجلسات الصباحية والتي ترأسها نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ محمد المختار الفال، حوارا علميا بين العلامة الدكتور عبدالله بن بيه الذي قدم بحثا بعنوان «العبادة والسلوك الحضاري» وبين عدد من العلماء المشاركين في الندوة منهم عضو هيئة كبار العلماء في دبي الدكتور محمد عبدالرحيم سلطان العلماء وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الدكتور محمد الاحمدي أبو النور. وأكد بن بيه في بحثه على ضرورة معرفة مقاصد الحج التي اختلف فيها بعض العلماء، مشيرا إلى أثرها في تهذيب السلوك أثناء تأدية الفريضة.