يفضل الكثيرون قضاء أيام العطل والإجازات في القرى أو المنتجعات البعيدة، فيما يسافر البعض إلى الخارج، لكن تتملك الكثيرون هواجس السرقات خلال أيام العطلات، إذ تتعدد وسائل وطرق اللصوص في تنفيذ خططهم، وتأتي الشقق في المرتبة الأولى من المنازل التي عادة ما تكون هدفا للسرقة تليها الفلل، ثم البيوت الشعبية بعدها القصور. «عكاظ» تجولت في عدد من الأحياء، فكشفت الجولة أن الإجازة تؤرق الكثير من الأسر وتجعلهم يعيشون قلقا يلازمهم طوال فترة الإجازة. بداية، يقول حفظي محمد (من سكان حي النسيم): السرقات وعمليات السطو على المنازل مشكلة تزداد خلال الإجازات، سواء أكانت إجازة قصيرة أم طويلة، وكثير من القصص التي سمعنا عنها من حوادث السرقات التي تعرضت لها الكثير من المنازل، لا سيما داخل الأحياء الراقية والهادئة، وأضاف: هناك قصة حدثت لأحد أصدقائي وتعرضت شقته للسرقة، حيث قرر السفر لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك خارج مدينة جدة حيث يسكن أهله، وكانت إجازته لم تستغرق سوى ثلاثة أيام بعد العيد لكنه تفاجأ بعد عودته مع أسرته بأن شقته تعرضت للسرقة تمثلت في جهاز لابتوب وطقم ذهب وجهاز مشغل DVD وهي أشياء بسيطة يمكن تعويضها، غير أن الأمر الذي يشكل خطورة هو كيف اقتحم هذا اللص الشقة وسرق ما في داخلها، فلو كان هناك شيء ثمين لما تركه اللص، حتى إن طريقة سرقة الشقة كان غريبا فاللص لم يدخل من الباب ولم تكن هناك آثار للكسر سوى عن طريق البلكونة ما يدل على أن هناك من كان يراقب صديقي والتمهيد لاقتحام الشقة. أما تركي شاكر (موظف في إحدى الشركات) فيشير إلى أن على من يرغب قضاء الإجازة خارج منزله سواء خارج المدينة أو حتى على البحر، لأن بعض الأسر يفضل الخروج إلى البحر وقضاء الأيام الثلاثة من العيد على ضفافه خصوصا مع تحسن الأجواء وتلبد السماء بالغيوم، أن يحرصوا على إغلاق أبواب وشبابيك منازلهم بإحكام وعدم ترك أي شيء ثمين، لأن هناك من يراقب المنزل ويمتلك طرقا احترافية تتعدد فيها وسائل اقتحام المنازل وسرقة محتوياته. أما سعيد الشهري من سكان الرحيلي شمالي جدة، فيقول: السرقات في الإجازة شيء مؤكد لأن هناك من ضعاف النفوس الذين يجدون فراغا في الإجازة ومن ثم اقتحام المنازل وسرقة محتوياتها.. وأضاف «شهد حي الرحيلي الكثير من السرقات خلال الإجازات الماضية، مطالبا بتكثيف الدوريات الأمنية داخل المخططات والأحياء البعيدة، خصوصا في الإجازات، وتكون دوريات على مدار الساعة نهارا وليلا. وفي ذات السياق، رأى المؤسس والمشرف العام على مشروع النهضة الأخلاقية خلق، الدكتور عمر الأنديجاني، أن تزايد السرقات أثناء الإجازات مشكلة تؤرق الكثيرين، موضحا أن السرقات ليست ما هي إلا جانب واحد لمشكلة فراغ الشباب ناهيكم عن زيادة الحوادث والجرائم، وقد وجب علينا أن نعني بعلاج هذه المشكلة من خلال تبني برامج شبابية هادفة تبنى على أسس التربية الأخلاقية، والحقيقة أن المسؤولية المشتركة للأسرة والأمن في حفظ الممتلكات تعتبر شراكة مهمة. من جهته، كشف الناطق الأمني لشرطة محافظة جدة العقيد مسفر الجعيد، عن وجود خطة أمنية أعدتها شرطة منطقة مكةالمكرمة لمتابعة وتعقب سارقي المنازل والمحلات التجارية أثناء الإجازة من خلال الدوريات السرية، مشيرا إلى أن جميع الأحياء والشوارع ستغطى بالدوريات الأمنية السرية المكثفة داخل الأحياء وخارجها ليلا ونهارا. وطالب العقيد الجعيد من الأسر التي تنوي قضاء الإجازة، ألا يجعلوا منازلهم تتعرض للسرقة، وبحيث تتاح الفرصة لمرتكبي السرقات الدخول إلى المنازل للسرقة، نتيجة عدم إحكام بعض الأسر إغلاق أبواب ونوافذ منازلهم، مطالبا الجميع باستخدام وسائل الحماية اللازمة لمساكنهم، وعدم ترك الأشياء الثمينة داخلها، وتنبيه جيرانهم بتفقد المنزل ما بين وقت وآخر، حتى لا يتركوا مجالا للصوص وإعطائهم فرصة لارتكاب السرقة.