من المسلم به أنه لا يتم الفساد إلا من خلال طرف وآخر. طرف يحجب المصلحة إن لم يستفد ماديا. وطرف له مصلحة يهمه تحقيقها لأن له منافع لا يحصل عليها إن لم تتحقق مصلحته. لذا يصعب كشف الفساد أو إيقاف استمراره ما لم يتعاون الطرف الثاني، إما بالامتناع عن تقديم ما يعرف ب «دهان السير» وعندها تتعطل مصلحته !!. أو أن يقوم بإبلاغ «نزاهة» أو غيرها من الجهات الرقابية فلا يناله غير عدم تحقيق ما فيه مصلحته إلى جانب الأذى الذي قد يناله من زملاء المتورط !!. لذا يصعب كشف الفساد يؤكد ذلك الأستاذ محمد الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الذي أعلن فيما نشرته صحيفة عكاظ يوم الأحد 21/11/1433ه : عن رصد مشاريع حكومية «معطلة» منذ سنوات طويلة، إضافة إلى مشاريع أخرى لم تنفذ بحسب المعايير التي رسمت لها، وذلك في عدد من مناطق المملكة، مؤكدا أن الهيئة تتلقى 100 بلاغ يوميا، جزء منها لا ينم عن قضايا فساد، وإنما شخصية وفردية، وأخريات «كيدية». وأشار إلى أنه ليس هناك حصر لعدد القضايا التي أحيلت إلى هيئة التحقيق لافتا إلى أن حجم الفساد صعب الوصول إليه، لأنه بطبيعته «خفي» . وشدد الشريف على أن الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ستتابع أي بلاغ يردها عن الأراضي «المستولى عليها بغير وجه حق وسنقوم بالتحقيق فيها» . ثم أضاف قائلا : «رصدنا مخالفات كثيرة جدا حول تنفيذ مشاريع حكومية في أطراف المملكة نفذت بغير الطريقة المتفق عليها وفق المخططات الإنشائية بسبب عدم الإخلاص التام من منسوبيها».. وردا على ما ورد في «عكاظ» بنفس التاريخ الأحد بشأن دمج «نزاهة» وديوان الرقابة، وهيئة الرقابة أكد الشريف خلال ندوة ( نزاهة ومعركة الفساد ) التي نظمها النادي الأدبي بالرياض عدم وجود تداخل أو ازدواجية في عمل الأجهزة الرقابية، مشددا على أن دمج الرقابية لن يوحد جهودها وإنما سيفرقها. وأعود لما بدأت به بأن القضاء على الفساد أصعب من الوصول إلى المريخ ولكن إن تعاون أصحاب المصالح بالإبلاغ وبالوثائق سيكون ذلك مساعدا على تحجيم الفساد وأقول: «تحجيم» فقط. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة