أهدى لي الأستاذ المؤرخ صقر عبدالله المعاودة، مؤخرا، سفرا ضخما ومرجعا مهما بعنوان: (البحرين في صحافة الماضي 1899 1977م)، وهو عمل توثيقي لا يستهان به، لقد تصفحته على عجل، وبالذات ما صدر في البحرين من صحف ومجلات، وما تناولته الصحف العربية والغربية عن المنطقة خلال هذه الفترة المبكرة والغائبة عن أذهان الكثير. سأشير بهذه المناسبة إلى حدث واحد فقط، هو دور رجل الأعمال وتاجر اللؤلؤ الشهير وقتها وابن الجزيرة العربية، والذي انتقلت عائلته من الزلفي إلى عنيزة، حيث استقرت، ولكن طموحها ساقها إلى سواحل الخليج العربي، وبالذات في البصرة وبغداد والبحرين والكويت، وسأحصر حديثي بفخر التجار (مقبل بن عبدالرحمن الذكير)، فقد راسل مجلة (المنار) لصاحبها محمد رشيد رضا الصادرة في القاهرة، في عددها 22 من المجلد السادس الصادر يوم الأربعاء 16 ذي القعدة 1321ه الموافق 3 فبراير 1904م، ووجه لها سؤالا حول ثبوت دخول شهر رمضان، وقد أوردت المجلة تعريفا مختصرا للذكير قالت فيه «الشيخ مقبل بن عبدالرحمن الذكير هو أحد تجار نجد في المملكة العربية السعودية الذين استقروا في البحرين، ولد عام 1844م. مارس التجارة وبالأخص (الطواشة) تجارة اللؤلؤ، تميز بصداقات وعلاقات مع التجار الأوروبيين والآسيويين ولقب ب(فخر التجار)، إضافة إلى ذلك فقد شارك بفاعلية في مجلس الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة الثقافي بالمحرق، وكانت له مشاركات ومراسلات مع الصحف المصرية كالمقتطف والمؤيد والمنار وغيرها، كما ساهم في إنشاء (النادي الأدبي الإسلامي) في منتصف عام 1913م بالتعاون مع صديقه التاجر المعروف يوسف بن أحمد كانو، وذلك كوسيلة لمقاومة التبشير الممثل في الإرسالية الأمريكية بزعامة القس (صموئيل زويمر)، عاد للمملكة العربية السعودية وتوفي فيها عام 1923م». وهذا التعريف على هامش ما نشر عنه في عدد (المنار) المشار إليه، فقد ورد تحت عنوان (أيعمل بخبر الجرائد في إثبات الصيام): «س8) الشيخ مقبل الذكير في جزيرة البحرين: اطلعنا في الجزء السابع عشر من المنار على بحث الصيام وفضله وثبوته، فجزاكم الله عن الإسلام خيرا، فقد أوجزتم وأحسنتم، ولنا ها هنا سؤال، وهو: إذا ذكرت الجرائد أن شهر رمضان قد ثبت شرعا أن أوله الجمعة، وكان بعض أهل الأقطار البعيدة في الخليج والعراق قد رأوا الهلال ليلة السبت، فهل يعتمدون على خبر الجرائد إذا بلغهم في أثناء الشهر ويبنون عليه إتمام العدة ثلاثين يوما إذا لم يروا هلال شوال، أم يقضون ذلك اليوم (الجمعة)، أم يتمون العدة على حسب صيامهم الذي أول السبت ولا يجب عليهم قضاء؟ أفيدونا مأجورين. ج) الواجب على ما ذكرتم أن يعملوا بحسب رؤيتهم ويتموا العدة على حسابهم، إلا أن يروا الهلال ليلة الثلاثين بحسابهم فإنهم بنوا صيامهم على إثبات شرعي صحيح. وما سبق في المنار استحسانه من عمل أهل القطر المصري لا ينطبق على مثل ما ذكرتم، فإنه خاص ببلاد يمكن أن يعرف أهلها كلهم إثبات الشهر في الليلة الأولى منه ليصوموا جميعا ويفطروا جميعا، فإن الاجتماع والاتفاق في أداء العبادة من مهمات الشرع، وأما البلاد المنقطعة بعضها عن بعض، فيجب أن يعمل أهل كل جهة بما يثبت عندهم، ولا يعمل أهل البحرين بما يثبت في البصرة أو الهند أو مصر، إلا إذا أمكن العلم بذلك في الليلة الأولى من الشهر بطريقة مأمونة من التزوير وأنى لهم هذا ؟..». هذا ما اكتسبته من هذا المرجع المهم عما يخص هذا الرجل الذي لم تشغله تجارته عن المساهمة في تأسيس المنابر الثقافية ومراسلة الصحف فيما من شأنه نشر الفائدة للجميع. والله الموفق. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة