تصاعدت وتيرة العنف في شمال غربي سوريا أمس، وقتل 44 شخصا بينهم عدد من الأطفال في غارة للطيران الحربي السوري، فيما أعلن مقاتلون معارضون شن «هجوم حاسم» على معسكر إستراتيجي في محيط مدينة معرة النعمان. في هذا الوقت، أعلن الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي من عمان أن وقف إطلاق النار الذي دعا إليه لمناسبة عيد الأضحى يمكن البناء عليه من أجل «هدنة حقيقية»، وذلك عشية وصوله إلى دمشق. وقتل 44 شخصا بينهم عدد من الأطفال، جراء غارة شنها الطيران الحربي السوري أمس على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب سوريا، بحسب ما أبلغ مسعفون صحافيا. في موازاة ذلك، بدأ مقاتلون معارضون امس «هجوما حاسما» على معسكر وادي الضيف الاستراتيجي في محيط مدينة معرة النعمان، بحسب ما أفاد قائد للمقاتلين. وقال رائد منديل، وهو أحد قائدين للمقاتلين المعارضين في المنطقة، «بدأنا اليوم الهجوم الحاسم على المعسكر، وسنسيطر عليه»، وذلك على بعد 500 متر من المعسكر الأكبر في المنطقة، الذي يضم دبابات وخزانات وقود كبيرة. وفي دمشق، فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه أمس، على مقربة من مبنى وزارة الداخلية السورية وأجهزة أمنية في أحد أحياء العاصمة السورية، بحسب ما أفاد مصدر أمني وكالة فرانس برس. وقال المصدر «فجر رجل يقود دراجة نارية مفخخة نفسه على بعد 300 متر من مبنى وزارة الداخلية السورية في حي كفرسوسة في غرب العاصمة» والذي يضم أيضا فروعا لأجهزة أمنية سورية، بحسب المصدر نفسه الذي أكد أن التفجير لم يؤد إلى سقوط ضحايا. سياسيا، أعلن الإبراهيمي من عمان أنه في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة أعتقد أننا سنستطيع أن نبني عليه هدنة حقيقية لوقف العنف ولعملية سياسية تساعدنا على إيجاد حلول مناسبة. وأضاف في تصريحات عقب لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن «الأزمة (السورية) إذا استمرت ستؤثر على المنطقة». ودعا الإبراهيمي، الذي يبحث في سوريا السبت، عن وقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى الذي يحل في 26 اكتوبر (تشرين الأول). واوضح المتحدث باسم الإبراهيمي أحمد فوزي أن الموفد الأممي والعربي سيلتقي الرئيس بشار الأسد «قريبا جدا جدا»، لكن «ليس السبت». وفي جنيف، حضت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة نافي بيلاي الخميس، مجلس الأمن الدولي على «التحدث بصوت واحد» حيال الأزمة السورية، آملة في ألا يصبح الوضع في هذا البلد أشبه بما حصل في مدينة سربرينيتسا في البوسنة.