لعبت الدبلوماسية السعودية لدى اليمن دورا رياديا وبارزا في المحافظة على روح الأخوة والشراكة والتعاون بين البلدين وكانت الجهة الحيادية والوسطية في التعامل مع الأزمات والأحداث التي عصفت بالمجتمع اليمني ونالت بذلك احترام وتقدير جميع الأطراف السياسية. ظلت سفارة المملكة ودبلوماسيوها صامدين في أعمالهم فاتحين قلوبهم قبل مكاتبهم أمام الشعب اليمني والقيادات السياسية المتصارعة لا تخيفهم خطورة الوضع ولا أصوات الانفجارات، مواصلين مساعيهم وجهودهم الأخوية الهادفة إلى إيقاف نزيف الدم والعودة إلى منطق العقل والإصلاح في ذات البين، مع أن هناك دولا شقيقة وجارة أجلت دبلوماسييها وأغلقت سفاراتها. تلك مواقف المملكة قيادة وشعبا تؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أن المملكة واليمن وطن واحد، فالدبلوماسيون السعوديون إن ظلوا في اليمن فهم في بلدهم وبين أهلهم نظرا للعلاقة الأخوية التي تربط البلدين والشعبين والتي ليس فقط متعلقة بشراكة سياسية واقتصادية بل إن روابط الدم والأخوة والنسب بين الشعبين السعودي واليمني هي الأساس لأية علاقات أخرى. إن اختيار المملكة لشخصيات دبلوماسية ممثلة بسعادة السفير علي الحمدان الذي ظل طيلة الأزمة في عام 2011م مرابطا في مكتبه بصنعاء ويعمل بشكل جبار لتقريب وجهات النظر غير آبه بكل المخاطر والتهديدات من العناصر المتطرفة الإرهابية لقي تقديرا واحتراما من كل الأطراف. فلم يكن اختيار المملكة فقط لسفير ناجح، بل إن الاختيار الناجح أيضا والعملي كان للدكتور علي صميلي الملحق الثقافي الذي يتمتع بنشاط متواصل يعجز البشر عن وصفه وبعقلية مثقف وأديب ممتلئة بالأفكار الثقافية التي تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون والإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين. إن التواضع المقرون بالنشاط والحيوية الذي يتمتع به الدبلوماسي صميلي ما هو إلا نابع من العقلية الناضجة والإدارية الناجحة التي برزت بشكل واضح وجلي أثناء مشاركة المملكة في معرض الكتاب وتوزيعها أكثر من 60 ألف كتاب مجانا كتعبير ورسالة حقيقية تؤديها الملحقية لكل شعوب العالم. المملكة واليمن ثقافة وحضارة واحدة لا يستطيع أحد مهما كان أن يعكر صفو العلاقات الأزلية بين البلدين.