كتب الدكتور حمود أبو طالب في زاويته اليومية (تلميح وتصريح) في عدد «عكاظ» الصادر يوم السبت 27/11/1433 ه مقالا تحت عنوان (لا عزاء للمعسلين في المدينة الفاضلة) تناول فيه قرار منع شيشة المعسل في مدينة جدة، والذي تنفذه أمانة مدينة جدة مشكورة استجابة لقرار وزارة الداخلية. وعلى الرغم من أن أبو طالب قال أنه يتفق مع القرار في المجمل، إلا أنه عاد وقال ساخرا «فهل نخشى عليهم يقصد سكان جدة اليوم من معسل (تفاحتين) أو (عنب)؟؟ إنهم ليسوا بهذه الليونة والرخاوة والميوعة، إنهم أصلب من أن يتأذوا بسبب تشكيلة فواكه في شكل دخان ينفثونه للتنفيس عن كرب الحياة، وتعطير الجو من الروائح غير الزكية التي تحيط بهم»، والحق أن الأمر أخطر من ذلك بكثير، فقد أثبتت دراسة أجريت في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، ودامت أربع سنوات، بأن المعسل عبارة عن تبغ خالص يحتوي كميات كبيرة من الأصباغ والألوان والنكهات، ويسبب أمراضا مختلفة ومنها السرطانات. وأكدت أيضا رئيسة قسم الأورام بمستشفى أرامكو السعودية في الظهران الدكتورة يسرا العوامي إصابة 50 بالمائة من مدمنات المعسل بأمراض السرطان، مشيرة إلى وفاة 90 بالمائة من المصابات بسبب المرض. وقالت إن البحوث أظهرت ارتفاع نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بالسرطان إلى 30 بالمائة. وأوضحت أن التبغ الموجود في المعسل يحتوي على 4000 مادة كيميائية و60 منها تؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مبينة أن إدمانه يؤدي للإصابة بسرطان الفم والحنجرة والبلعوم والمريء والرئة والمثانة البولية والثدي والبنكرياس وعنق الرحم والكلية والمعدة وسرطان الدم، وحذرت الفتيات من إدمان المعسل، موضحة أن تدخين حجر واحد منه يوازي حرق باكتي سجائر. وذكرت أن خطر المعسل يفوق السيجارة. ويقول الدكتور عبدالرحمن العمري الكاتب في جريدة «عكاظ» أن تدخين تعميرة معسل أو جراك يساوي تدخين 40 سيجارة، والجلسة الواحدة التي يتم فيها تدخين 4 تعميرات في المتوسط أي ما يعادل 160 سيجارة وفي اليوم الواحد يتم عقد 3 جلسات في المتوسط، أي ما يعادل 480 سيجارة. وإذا عرفت بأن كل سيجارة بها 5000 مادة سامة فبذلك يتضاعف عدد هذه السموم لتبلغ في التعميرة الواحدة 200 ألف مرة، وفي الجلسة الواحدة 800 ألف مرة وفي اليوم مليونين و400 ألف مرة. والبحوث كثيرة جدا عن خطر المعسل على الإنسان والبيئة، وهنا ألا يحق لنا أن نقول: لو قالها غيرك يا دكتور حمود. م. فريد عبد الحفيظ مياجان جدة