دائما نحن نرمي بمزاجيتنا وعبثنا على شماعة الآخرين ونهرب من تقاعسنا في أداء واجباتنا ونقوم بتعليق مبرراتنا على كاهل الأمور بأنها لم تكن بالنسبة لنا واضحة لأننا نريد أن نقرأها كل حسب زاويته بل يقتلنا حب التملك حتى وهو يحتضر داخل شفافية من حولنا إذا ما حشرنا أنوفنا في شؤون الغير، لكن عندما نضع الأمور على كف الميزان فإنها تظهر لنا بصورة واحدة يفهمها الجميع ويدرك أبعادها الجميع ويجب أن يحترمها الجميع مهما اختلف موقعه، فكل ما نحتاجه أن نسمي الأمور بمسمياتها حتى نرتاح ونتفرغ لتقديم ما هو أفضل إذا كنا جادين فعلاً. إذا ربطنا ذلك ببعض ما يدور في شارعنا الرياضي نجد أننا نحب دائما أن نعمل ونتكلم في المنطقة الرمادية التي لا تخدم أهدافنا ولا تحقق طموحاتنا بقدر ما تنشئ تحت أقدامنا مزيدا من لهب الاختلاف الذي يبقينا في مكاننا راوح، فالنصراويون مشغولون كثيرا بما يدور في الهلال ونتائجه في البطولة الآسيوية ويتغنون بالعالمية بينما فريق النصر يعيش جفوة مع البطولات ومنذ خمس سنوات وهو يعاني. الهلاليون يتلذذون في انكسارات الاتحاد خشية من صحوة صفراء تأكل الأخضر واليابس والاتحاديون لا هم لهم إلا رفض مطالب الأهلي حتى لو كانت واقعية والأهلاويون لا يزالون يركضون خلف طارق النوفل منذ أضاع عليهم الدوري العام الماضي ولم يستطيعوا اللحاق به وهكذا بقية الأندية التي تبحث عن أخطاء الغير وتنسى أخطاءها فلو منحت نفسها قليلا من التفكير لاستطاعت أن تقدم عملا رياضيا يساهم في إعادة بناء الكرة السعودية من جديد إلا أن ذلك لم يحدث. لذا لا أنتظر من الجيل الحالي أن يصنع مستقبل رياضة وطن ننافس به الآخرين فكل شيء مختلف حتى لو تشابهنا في الأدوار يبقى الفكر مختلفا. فلعل أبرز الموضوعات المطروحة في الساحة بعد وصول الاتحاد والأهلي إلى الدور نصف النهائي آسيويا هو تقسيم الملعب الذي صعد بالاحتقان الإعلامي والجماهيري والإداري إلى السماء بقضايا لا قيمة لها ومطالبات هامشية لا تعود بفائدة فنية وإنما إشباع إعداد الفريقين بشحن وتوتر سينعكس سلباً على المباراة فاختلفوا حول مسألة تقسيم الملعب ما بين إلحاح أهلاوي وعناد اتحادي بينما التجارب السابقة أثبتت أن كلا الفريقين يخسرون عندما يكون جمهورهم حاضرا والشواهد لا تحتاج إلى برهان. ديربي الاتحاد والأهلي آسيويا بات حقيقة يجب التعامل معه على أنه واجهة حضارية للكرة السعودية وعدم الانزلاق به في التعصب ثم ندفع ثمنه دون أن نعي ذلك. ربما يقدم ديربي جدة البطولة الآسيوية على طبق من ذهب للفريق الكوري أو الأوزبكي من خلال تشنجهما وخروجهما عن النص وليتذكروا أن فوز أحدهما بالبطولة أهم بكثير من صراعات تنافسية فرضها المدرج والإعلام فليس من المهم أن تكسب مباراة وإنما أن تحقق بطولة. خطاب أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم للاتحاد الآسيوي بعد 24 ساعة من تأهل الفريقين يكشف عن طريقة جديدة من الطرق التي كان يستخدمها لتمرير ما يريدون من تحت الأبواب المغلقة تجاه نادي الاتحاد.