رحب إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود الشريم بحجاج بيت الله الحرام، قائلا لهم «لقد حللتم أهلا ووطئتم سهلا في بيت الله الحرام (مكةالمكرمة) البلد الأمين أم القرى دعوة أبينا إبراهيم عليه السلام تتقاطر على البيت العتيق». وأوصى المصلين، في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام أمس، بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه، وقال «نحن اليوم نشاهد حجاج بيت الله الحرام يتقاطرون على البيت العتيق من كل فج تهوى إليه أفئدتهم قبل أجسادهم»، وأضاف «المناسك امتحان للمرء بأن يصبر، وأن ما منعه الله في الحج إلا لحكمة يعلمها سبحانه لتشعر الناسك بالمشقة، وإلا ما معنى المنع من قص الشعر أو الأظافر والطيب ولبس المخيط والنكاح ومعاشرة الزوجة، وذلك كله من أجل استحضار نعمة الله على العبد». وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أنه عندما يمتنع الحاج مما حرمه الله عليه حال النسك، وهى كلها من وسائل الترف، إنما ذلك كله ليرسخ في أفئدتهم مبدأ الوقوف عند حدود الله والسمع والطاعة له فيما أباح وفيما حرم، ولا يجادلون في ذلك، ويتلقونه بعين الرضى والتعبد للواحد القهار الذي منعهم من مزاولة ما نهاهم عنه، فيدركون أن الحكم لله وحده والأمر لله وحده وأنه لا معبود بحق إلا الله. وأكد الشيخ الدكتور سعود الشريم أن النفوس المؤمنة تصقل بمثل الحج وتجديد الولاء له بالتوحيد في صيغة التلبية، بقول: «لبيك اللهم لبيك»، وفي صيغة التهليل «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»، وفي صيغة التكبير «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله»، موضحا أن ذلك التوحيد علامة على من أراد أن يغفر الله له يوحده حق توحيده، وأن يجعل الأمر كله لله حقا وعبادة، وأن لا مبدل لكلمات الله ولن تجد من دونه ملتحدا، وأن من أقام شعائر التوحيد بالحج ولم يرفث ولم يفسق أن يرجع كما ولدته أمه، وقال «إذا كان البارئ سبحانه قد جعل اجتناب الكبائر سببا في تكفير الذنوب، فإن من أقام التوحيد هو من باب أولى أن يغفر الله له ويدخله الجنان». وفي المدينةالمنورة، حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة أمس، المصلين على التمسك بعبادة الله والاقتراب من شرعه والتوكل عليه وترك المحرمات، حيث قال «يا أيها المسلمون اتقوا الله بما يرضيه من الطاعات وترك ما يغضبه من المحرمات»، وأضاف «إن انتظام أمور الإنسان واستقامة أحواله تأتي بالأخذ بالأسباب المشروعة وترك الأسباب المحرمة مع تفويض أموره كلها للخالق المدبر وإيجاز الأعمال المكلف بها من الرب عز وجل في أوقاتها بلا تأخر ولا كسل». وحث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الحجاج على بذل الخير وكف الشر والأذية عن المسلمين، وقال «من لم يقدر له الحج فليلج أبواب الخيرات التي شرعها له ربه يفوز بسعادة الدنيا ونعيم الجنة». وحذر الشيخ الحذيفي من الركون للدنيا ونسيان الآخرة، وقال «خسران العبد وخذلانه في الركون إلى الدنيا والرضاء بها ونسيان الآخرة والإعراض عن عبودية الرب جل وعلا»، وأضاف «لقد جعل الله لكم عبرا في الأمم الماضية والقرون الخالية، فقد أعطاهم الله طول الأعمار وجرت من تحتهم الأنهار وشيدوا القصور وبنوا الأمصار ومتعوا بقوة الأبدان والأسماء والأبصار، ومكن الله لهم في الأرض وسخر لهم الأسباب، فما أغنى عنهم فيما كانوا فيه من القوى والنعيم ولا دفعت عنهم الأموال والأولاد»، وزاد «السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من وعظ به غيره، فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، واستعدوا للقاء الله بما تقدمون إليه من الأعمال الصالحات، ولا تغر أحدكم الدنيا وطول الأمل، حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي أرجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت». وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أنه «من رحمة الله ولطفه بعباده وسعة جودة وكرمه أن شرع العبادات للمكلفين كلهم يتقربون بها إلى الله وبين لهم الأوقات الفاضلة التي يتضاعف فيها ثواب العبادات»، مشيرا إلى أهمية البر بالوالدين قائلا «من لم يدرك والديه فعليه ببرهما، فقد شرع له الدعاء لهما والصدقة عنهما والحج عنهما وصلة رحمهما وإكرام صديقهما، فمن أدركهما ثم ماتا كذلك يستمر على برهما».