منحت المعاناة الأديب الصيني مو يان جائزة نوبل للأدب، كأول كاتب صيني يحصد هذه الجائزة عن أعماله التي تقوم على «الواقعية الممزوجة بالهلوسة»، والتي تتضمن أيضا القصص الفلكلورية والتاريخ والحياة المعاصرة في بلده، حيث تدور أغلب أحداث روايات مو عن الحياة في إقليم شاندونغ بشمال شرق الصين، حيث كان والده فلاحا. وولد مو (57 عاما)، واسمه الحقيقي جوان مو يي، لأسرة تعمل في الزراعة في جاومي، وهي قرية في شرق إقليم شاندونغ، ويشغل مو منصب نائب رئيس رابطة الكتاب الصينيين التي تدعمها الحكومة، وقد أجبرته الحياة على ترك المدرسة الابتدائية ليرعى قطيع ماشية أثناء الثورة الثقافية في الصين، وفي بعض الأحيان كان معدما لدرجة اضطرته لتناول لحاء الشجر والأعشاب حتى يبقى على قيد الحياة، وعندما انتهت الثورة الثقافية انضم إلى جيش التحرير الشعبي. ودرس في معهد الجيش للفنون والآداب، والتحق فيما بعد بجامعة بكين للمعلمين، حيث حصل على درجة الماجستير في الأدب والفنون. وتعد المعاناة المبكرة التي عاشها مو يان مصدر إلهام في أعماله التي تناولت الفساد والتفسخ في المجتمع الصيني، وسياسة تنظيم الأسرة وحياة الريف التي اتضح تأثيرها مع نشر أول أعماله عام 1981، وهو رواية «هبوط المطر في ليلة ربيعية»، ليتواصل إنتاجه الروائي ب «الذرة الحمراء» عام 1987 التي باعت ما يقرب من 50.000 نسخة في الولاياتالمتحدة، و«أغنيات الثوم» (1988)، «جمهورية الشراب» (1992)، «الصدور الكبيرة» (1996)، «خشب الصندل» (2004)، «الحياة والموت يبليانني» (2006)، و«التغيير» (2010)، إضافة إلى مجموعات قصص قصيرة، منها: «انفجارات»، وهذه المعاناة هي التي أيضا منحته عدة جوائز وأوسمة منها: جائزة كير ياما عام 2005م، وجائزة فوكوكا الثقافة الآسيوية عام 2006، جائزة نيومان الصينية للأدب عام 2009، وأخيرا جائزة نوبل في الأدب عام 2012. وتميز أعمال مو يان الأستاذ غير متفرغ في كلية الآداب والصحافة جامعة شاندونغ، والحاصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة المفتوحة في هونغ كونغ، والأستاذ الزائر في جامعة تشينغداو للعلوم والتكنولوجيا، بالواقعية كما يمتاز بغزارة الإنتاج، ما ساهم في شعبيته وتأثيره، حيث ترجمت أعماله إلى اللغة الإنجليزية، وعدة لغات أخرى مثل الروسية والفرنسية والألمانية، ما أتاح له حضورا دوليا وجمهورا عالميا من غير الناطقين باللغة الصينية.