في ثنايا رحلتي إلى أسطنبول استوقفني عدد من الأمور التي أطلقت التساؤلات لمقارنتي بواقع مؤلم لمدن السعودية، وكان المرشد والسائق في نفس الوقت يتحدث العربية وأظني كنت الأكثر إزعاجا بالنسبة له لأن السياح عادة يسألون عن المتاحف وأماكن التسلية والتسوق وأنا سألته عن الاقتصاد والحكومة وأسطنبول مدينة تشريعية والمجلس البلدي هو المسؤول عن إصدار جميع القرارات المتعلقة بتنظيم المدينة، وحافظت تركيا على معدل نمو سنوي 6 في المائة، والاقتصاد التركي يحتل المرتبة 16 على مستوى العالم، ونسبة التضخم فقط 3.9 في المائة لعام 2011. وسألته عدة أسئلة مثل: لماذا لا أرى الكثير من رجال الشرطة والمرور في الشوارع، ومع هذا الناس ملتزمون بالأنظمة؟ فلم أشاهد حادثا واحدا خلال رحلتي أو تجاوزات مرورية خطيرة، فأجابني لدينا نظام الشرطة المدنية وهم شرطة بملابس مدنية لا يعرفهم الناس، نصفهم موظفون رسميون ونصفهم متطوعون من الشعب مسجلون نظاميا يبلغون عن أي مخالفات، كما أن الناس تعودت على الالتزام بالأنظمة. ماهو وضع الجريمة المنظمة في أسطنبول؟ رد أن الحكومة وضعت سلم رواتب عال جدا لضباط الشرطة فبدأت عصابات المافيا بالاختفاء تدريجيا. سألته كيف أصبحت الشوارع والمطاعم والمحلات نظيفة هكذا؟ فرد بقوله يوجد في أسطنبول 7 بلديات، بلدية لكل منطقة وتتنافس كل منها في نظافة منطقتها وتوجد أنظمة صارمة جدا للحفاظ على النظافة العامة مع أن عدد سكان أسطنبول أكثر من 20 مليون نسمة، ويدخلها سنويا أكثر من 25 مليون سائح. وقد شاهدت شخصيا في منطقة تقسيم عربات تنظيف الشوارع وعمال النظافة يؤدون عملهم بهمة وأمانة بمعدل مرتين في الساعة الواحدة، عندها عرفت لماذا القطار والاتوبيسات العامة وسيارة البلدية للزبالة نظيفة جدا جدا.