القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة الكبرى التي أنزلها الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا، وهو أعظم الكتب السماوية بما فيه من معجزات عديدة في التشريع والأحكام واللغة والبلاغة والعلوم، وهو أعظم كتاب أنار عقل البشرية ووضع بهديه المسلمون الأوائل أعظم حضارة عرفها التاريخ، حيث فهموا كلام الله تعالى فهما واضحا وصحيحا على أنه منهج عملي ورؤية ثقافية ورسالة إنسانية، إلى مثل ذلك الفهم للقرآن الكريم الذي تعامل به جيل المسلمين الأوائل فحققوا إنجازات كبيرة في كل الميادين، لا بد أن نقرأ القرآن ونفهم من خلاله حركة التاريخ الاجتماعي والأخلاقي والاقتصادي وأن نجسد ذلك في صورة بناء حضاري وسلوك إيجابي مشجع على الإبداع والابتكار والاختراع بحيث تصبح للمسلمين قوتهم الروحية والعلمية التي تدفعهم لأن يكونوا في مقدمة الأمم. إن الخلل الكبير الذي يعانيه المسلمون حاليا يكمن في أنهم يقرأون القرآن الكريم للحفظ والاستذكار ونادرا ما يتدبرون ما جاء فيه من آيات كونية تدفع إلى صناعة التقدم أو كما قال جارودي فإننا نقرأ القرآن والسنة بعيون الأموات.