لا يمكن اعتبار تجاوز الاتحاد لمنافسه الصيني القوي حدثاً مفاجئاً أو خارجاً عن السياق لعاملين اثنين؛ أولهما تاريخ الثمانيني الوقور الناصع خاصة على الصعيد الآسيوي ما يجعل المطبات الفنية ليست ذات أهمية بالمقارنة مع هيبة الحضور وقوة الشكيمة النفسية. الثاني أن قلوب الاتحاديين وأعينهم تتركز على (عسف) البطولة الآسيوية وترويضها وليس مجرد تحقيق انتصار مرحلي على ناد صيني! لا نحتاج إلى كثير من ذكاء وقوة تركيز لنرصد علاقة الود والحب و(الاحترام) التي تجمع أبناء العميد بالبطولة الآسيوية (الأصعب)، وهي علاقة تستمد مقومات وجودها من قوة الدفع الجماهيرية الهائلة ومن عزيمة اللاعبين التي لا تلين ولا تتهاون، وقبل وبعد كل ذلك من إدمان الاتحاديين على تذليل (الكايد)، ولسان حالهم يقول: يا مدور الهين ترى (الكايد) أحلى. ولأن الحلو ما يكمل، فقد جاء خبر وفاة إداري ناشئي الاتحاد بعد هدف المولد الحاسم ليلقي بظلاله الحزينة على أجواء الفرح. بالطبع لا اعتراض على قضاء الله وقدره، ولكل أجل كتاب، ولكن الأمانة تستوجب القول إن هذا الحادث ليس الأول في وسطنا الرياضي وإذا ما تواصل تناول كرة القدم والرياضة عموماً بوصفها غاية الغايات وليست مجرد وسيلة لأهداف أسمى فإنه لن يكون الأخير. هو ناقوس يقرع لينبه المعنيين بضرورة أخذ هذه الأحداث المنفصلة بعين الاعتبار قبل أن تستفحل وتأخذ منحى لا يحمد عقباه. وبالعودة إلى عميد آسيا وشيخها فإن حلم النهائي السعودي الآسيوي كاد أن يتحول إلى واقع حينما تم ضمان المقعد الأول بتأكد هويته السعودية بعد تجاوز الراقي الأهلاوي للفريق الإيراني ووصوله إلى نصف النهائي ليقابل جاره العميد. أما السيناريو الهلالي الذي كان منتظراً تحويله للحلم إلى حقيقة فقد جاء صادماً ومذهلاً، كابوس (رباعي) الزوايا وفي قلب الرياض يفرض على العقلاء التساؤل؛ (من) غيب الهلال؟