طالب الإعلامي السوري مصطفى الآغا مقدم برنامج (صدى الملاعب) الذي يبث على قناة mbc الجماهير السعودية بمنح المدرب الهولندي ريكارد فرصة لصناعة منتخب قوي ينافس على البطولات ويحقق الإنجازات في المحافل الذي يشارك بها، رافضا فكرة إحلال المنتخب واستبداله بلاعبين شباب، مشيدا بما يقدمه محمد نور مع ناديه من مستويات رائعة وتضحيات من أجل إسعاد الجماهير ومستغربا من استبعاده من صفوف المنتخب السعودي طالما أنه قادر على العطاء، كاشفا أن الهلاليين فقدوا زعامتهم بسبب ربط مصيرهم بالمدرب البلجيكي (جيرتس).. وفيما يأتي نص الحوار مع الآغا: دائما ما تذكر أن الدوري السعودي الأفضل عربيا، لماذا تراه الأفضل ؟ - لست أنا من يحدد من هو أفضل دوري عربي ولكن الدوري السعودي نال هذه المكانة بسبب قوة الإعلام الذي يغطيه وبسبب تأهل السعودية 4 مرات متتالية لنهائيات كأس العالم ولقوة الأندية التي تلعب فيه، والنجوم التي تزخر بها الملاعب السعودية محليين وأجانب وأيضا الجمهور الكبير. ما تقييمك لمدرب الأخضر السعودي ريكارد ؟ لست أنا من سيقيم ريكارد ومين أنا حتى يقيم هذا المدرب وأنا ليس فنيا حتى أتحدث عن الأمور الفنية، ولكن المعروف أنه في وطننا العربي النتائج وحدها هي التي تتكلم حتى ولو كان المدرب بلا خلفية أو تاريخ وشاهدنا كيف تغيرت النظرة إلى من قبله من هجوم كبير إلى مديح كثير ثم العكس، وريكارد غني عن التعريف، درب أفضل ناد في العالم (برشلونة) وكان لاعبا مميزا في المنتخب الهولندي، كل هذه المعطيات تؤكد أنه مدرب ناجح، وكل ما يحتاجه فقط الوقت للعمل لإعادة هيبة الكرة السعودية، وأنا أقول للجميع دعوه يعمل وحاسبوه على النتيجة في الآخر, فالمدرب لديه نظره في اللاعبين ويوظفهم حسب إمكاناتهم ليخدم الفريق كمجموعة وليس كلاعب، وكرة القدم أصبحت فكرا وبناء هجمة وتكتيك داخل الملعب فليس اللعب دافع وهاجم في لحظة «لأن الجمهور عاوز كده» فالمدرب كالفنان يحافظ على أصالة فنه ولا يغني ما يطلبه الجمهور حتى لا ينتهي فنه. معنى كلامك أنك مع البناء ؟ بكل تأكيد فهناك أمثلة كثيرة، ففي أوروبا دول كثيرة لم تصل لكأس العالم وأخرى لم تحقق ألقابا ورغم ذلك تصدر أفضل اللاعبين، وعلى الصعيد الآسيوي لم تستطع الصين صنع منتخب قوي رغم أن سكانها تجاوز المليار وفي اليابان كان منتخبها استراحة المنتخبات في البطولات الآسيوية والآن نجده متصدرا قائمة منتخبات آسيا ويصدر لاعبين إلى أوروبا، أما على الصعيد الخليجي كان المنتخب العماني أضعف المنتخبات الخليجية والآن أصبح الأقوى وحقق كأس الخليج من أمام المنتخب السعودي وتأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم على حساب الأخضر، فمعنى ذلك أن الأمور تتغير ويجب أن يرضى الجميع بالواقع. مر على المنتخب السعودي الكثير من المدربين العالميين، من تعتقد الأنسب ؟ هذا السؤل يجب أن توجهوه لأنفسكم لمعرفة ماذا تريدون منه هل البناء أم تحقيق نتيجة وقتية، وعلى ضوء ذلك يتم التعاقد مع المدرب، فمثلا فريجسون وفينجر إذا جاء للأندية السعودية لن يستمران أكثر من شهرين لأنهما لا يبحثان النتائج الوقتية بقدر بحثهما لاكتشاف المواهب وصناعة فريق قوي كما هو الحال في مانشستر والأرسنال، ففي عام 1994 حققت البرازيل كأس العالم مع المدرب كارلوس ألبرتو وفي 1998 أقيل من تدريب المنتخب بعد خسارته من فرنسا بأربعة أهداف رغم أن النتيجة كانت منطقية وليست كارثية كما اعتقدها البعض في ذلك الوقت. هل أنت مع إحلال المنتخب السعودي بالكامل ؟ طبعا لا، خلال لقائي بريكارد قال لي من الصعب الزج بلاعبين صغار في مباريات مصيرية مهمة، حيث معنى أن هذه نهاية اللاعب، لذلك اللاعب يحتاج للتدرج لاكتساب الخبرة، فأنا ضد مقولة منح منتخب الشباب السعودي الذي شارك في مونديال كولمبيا فرصة تمثيل المنتخب السعودي الأول، فهناك أمور فنية لا يعرفها سوى المدربين وخاصة في التدرج لاكتساب الخبرة، فمثلا ماردونا كان ابن ال 17 ربيعا متواجد في دكة الاحتياط في 1978 والمدرب منوتي لم يشركه لإدراكه الكامل بأنه يحتاج للوقت. هل أنت مع استبعاد نور من المنتخب ؟ أنا ضد استبعاد أي لاعب قادر على العطاء من أرض الملعب، فالسن ليس المشكلة وإنما العطاء الفني هو المقياس الحقيقي لأي لاعب في العالم، ونور يقدم مستويات رائعة مع الاتحاد ويضحي من أجل شعار ناديه والذي يقر استمرار اللاعب هو المدرب. هل تعتقد أن العالم العربي يملك المواهب ؟ المواهب موجودة ولكن كيف تكتشفها وتصقلها هناك الكثير من المواهب في الحواري تنتظر الدعم، وهذا دور الشركات والأندية في اكتشافها وتأهيلها بشكل جيد لنؤكد سويا على التزامنا وحرصنا على التفاعل مع الشباب السعودي من خلال منحهم تلك الفرصة التي قلما ما توفرت ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم وتعزيز مواهبهم في كرة القدم والانتقال بهم إلى مستقبل يرضى طموحاتهم، فهل كنت تتوقع بأن يكون المنتخب الياباني بهذه القوة ووفرة المواهب حيث كان اليابانيون يهتمون بألعاب أخرى بعيدة عن كرة القدم ولكن يوم ما فكروا في الاهتمام باللعبة وجدوا الكثير من المواهب. من تعتقد أن يحقق لقب دوري هذا العام ؟ هذا سؤال المليون دولار .. ولكن وجود الاتحاد والأهلي والشباب والهلال والفتح المتصدر يشعل الدوري السعودي وأعتقد أن ملامح البطل يصعب تحديدها ولكن دوري هذا الموسم سيكون أكثر إثارة. كيف ترى الهلال ؟ الهلال ليس الزعيم بسبب أن هناك أناس يكرسون مفهوم جيرتس مع كل هفوة زرقاء وهذا غلط، فهناك ألف جيرتس وألف مدرب ويجب أن يعمل الهلاليين على هذا الشيء ليستمر الفريق في تحقيق المزيد من البطولات ويظل زعيما.