يرفض الصياد أحمد البيومي الوسائل الحديثة المستخدمة في صيد الأسماك، مشيرا إلى أنها مدمرة للبحر، لذا يتمسك بالطرق التقليدية التي تعتمد على الشباك، خصوصا أنه ورثها من الآباء والأجداد. أوضح بيومي أنه تعلم مهنة صناعة شباك الصيد منذ كان صغيرا، حين كان العمل آنذاك وفيرا ومرضيا وكانت الخامات التي تصنع منها شباك الصيد ذات جودة عالية. وقال بيومي بحسرة «بعد تطور الصيد في البحر وظهور المصانع والبوارج الكبيرة، انقلب الحال وبات يسير للأسوأ، فالوسائل الحديثة في الصيد لم تؤثر على مهنتنا فقط، بل نالت من البحر بطريقة سلبية»، موضحا أن شباك الصيد أنواع وتعتمد على نوعية السمك المراد اصطياده «فهناك ما خصص للتونة والهامور والسيجان والعربي والسلطان ابراهيم». وألمح إلى أن صناعة الشباك تتميز بمواصفات معينة، وبشكل يدوي وتستنفد نحو أسبوع، مبينا أن الخامات المستخدمة حاليا في صناعتها لم تعد بالجودة التي كانت عليها في السابق. وعزا بيومي تدني جودة الشباك إلى ارتفاع أسعار الخام الجيد وتدهور الصيد اليدوي، مشيرا إلى أنهم باتوا يصنعون الشباك بمحيط صغير حتى لا تؤثر على الحيد المرجاني. واستدرك قائلا «لكن ما تقدمه الصناعات الحديثة هو شبكات ضخمة وعملاقة، ترمى في البحر وتسحب بوسائط بحرية كبيرة، تدمر كل ما يقع تحتها من ثروات، وتلتهم كل ما يقع أمامها سواء كان مرغوبا أو لا، وهنا يقع الخطر». وأضاف بيومي «البحر الأحمر غني جدا وفيه مختلف الثروات ولكن لم يعد للصيادين من أهالي البلد كما كان قديما، بل أصبح لمجموعة من العمالة لا هم لهم سوى الربح وتجنب الخسارة حتى لو على مصلحة البحر».