جاء خروج البارسا من عنق الزجاجة للمرة الرابعة هذا الموسم مثيرا لغضب أنصار البلوغرانا الذين باتوا في قلق دائم جراء الظهور الباهت لفريقهم منذ رحيل بيب جواردويلا، بعد أن أفلت من قبضة فرق لا تنافسه وتقل عنه مستوى وأداء بل ولا تشكل تاريخا مهما أمام عملقته وجبروته إذا ما استثني فالنسيا، وبدا طريق رفاق ميسي وعرا وشائكا منذ المواجهة الثانية في الموسم الرياضي عجز معه لاعبوه أن يضربو بقوتهم المألوفة وحضورهم المرعب الذي يجهز على منافسيه سريعا فضلا عن بقية الفرق. هوى نجم البارشا في موقعة أشبيلية وقدم حكم اللقاء طوق النجاة له بعد أن كان على بعد دقائق من خسارة أولى وقاسية لم يحتمل معها رئيس النادي الخاسر خوسيه ماريا ديل نيدو، فشن هجوما على التحكيم مؤكدا أن الجماهير غادرت الملعب وهي تشعر أن الظلم كان هو المسيطر ولولا ذلك لما انتصروا، وقال إن الأخطاء هي أخطاء، ولمس الكرة باليد خطأ معروف، وعلى الجميع أن يطبقوا الأحكام بنفس المعيار وذلك في إشارة لهدف التعادل لبرشلونة الثاني في المباراة الصعبة وفيها بدأ من لمسة يد واضحة لتياجو قبل ان يمررها إلى ليونيل ميسي الذي قدمها حريرية لسيسك فابريجاس ليسكنها في الشباك قبل دقيقة من نهاية الوقت الأصلي من المباراة قبل أن ينقذهم هدف الفوز بينما تلفظ المواجهة أنفاسها الاخيرة. ورغم أن برشلونة حقق سادس انتصار له على التوالي منذ انطلاق الليجا وحصد العلامة الكاملة، إلا أنه يثير غضب محبيه بمستواه المتذبذب وعجزه عن تقديم مستوى مقنع قبل مواجهته لريال مدريد في الكلاسيكو المنتظر الأسبوع المقبل. ولم تواز صدارة الفريق لترتيب الدوري الاسباني قوته الفنية بعد أن حقق فوزاً صعباً على مضيفه أوساسونا في الأسبوع الثاني من المسابقة، في مواجهة كان خاسرا فيها بهدف وواجه هجوما ضاغطا حينها قبل أن يعادل النتيجة عن طريق ميسي في آخر ربع ساعة ثم هدف الفوز في الدقائق الاخيرة، فيما حقق فوزا صعبا على حساب فالنسيا بهدف واحد دون مقابل في المواجهة التي احتضنها ملعب الكامب نو ضمن الجولة الثالثة وسجل الهدف الوحيد في المباراة اللاعب أدريانو كوريرا مبكرا وجد الفريق نفسه بعدها محاصرا بهجوم من فالنسيا هدد باختطاف نقطتين، وفي الجولة الماضية لم يكن طريقه ممهدا فتغلّب بصعوبة على ضيفه غرناطة بهدفين في ملعب (كامب نو) ضمن المرحلة الخامسة على أنه دخل بتشكيلة شبه كاملة، لكنه صدم بواقعية غرناطة التي أجبرته على اللعب في وسط الميدان لدرجة لم يجد برشلونة معها الحلول الهجومية على غير العادة. ولم تقنع أعذار فلانوفا العارفين بقدارت النادي الكالتالوني سيما قبيل مواجهة الكلاسيكو الثأرية حيث اعترف تيتو بأنه عاش أسوأ 15 دقيقة في حياته التدريبية على ملعب رامون سانشيز بيزخوان معقل إشبيلية، في المباراة التي جمعتهما في الرمق الاخير من الدوري الإسباني في موسم 2009-2010، لكنه صدم بتكرار ذات الموقف وحدوث ما كان يخشاه وعجز عن رد اعتباره والاستفادة من الدروس السابقة.