يهرب نحو عشرة أشخاص من هموم الحياة وضغوطاتها من خلال لعبة الدومينو التي يعقدون فيها التحديات على مدخل جدة التاريخية، من باب التسلية والترفيه، وتجاذب أطراف الحديث مع ارتشاف الشاي والقهوة. يقول العم راجح: «نمارس لعبة الدومينو أو الضومنة بالدارجة في هذا المكان منذ نحو 30 عاما، يلتحق بنا آخرون ويذهب غيرهم فيما ثمة أعضاء أساسيين متمسكين بهذا الطقس الذي لا يختفي إلا بحلول شهر رمضان، إذ يفضل غالبيتنا التفرغ للعبادة»، مشيرا إلى أنهم يجدون في لعبة الدومينو المتعة والتخلص من ضغوط الحياة وصخبها. وبين العم راجح أنه بدأوا مجموعة صغيرة ولكنها زادت ونمت مع مرور الوقت، مشيرا إلى أنهم من سكان المنطقة وهناك من يعمل فيها، وآخرون يأتون من أحياء مجاورة من حين لآخر. وأضاف: «نعقد التحدي فيما بيننا لتحقيق الانتصار من باب الترفيه ولو لسويعات بسيطة مع وقت الأصيل، خصوصا أن اللعبة تحفل بالمواقف المرحة والطريفة المقالب، فضلا عن أننا نتجاذب خلال اللعب المواقف والأحداث التي نعيشها في أعمالنا، ومن خلالها نوجد الحلول بالتشاور»، مشيرا إلى أن لقاءهم ليس للترفيه فقط، بل للبحث في المشكلات التي تعترضهم وإيجاد المخارج الآمنة لها. في حين أفاد العم زيلعي أنه بعد أن تقاعد عن العمل وجد في مجموعة الدومينو متنفسا وترفيها له، خصوصا أنهم يجتمعون بين المساكن القديمة في المنطقة التاريخية ما يضفي على الموقع روحانية الزمن الجميل. ورأى زيلعي أن لعبة الدومينو مسلية ومتنفس حقيقي لهم، خصوصا أنه يرافقها الطرائف والمواقف الجميلة، مشيرا إلى أنها وطدت العلاقات فيما بينهم. وقال: «بعد أن تقاعدت اعتقدت أني لن أجد من أجلس معه، لكني عثرت على مجموعة من الرجال الطيبين الباحثين عن الترفيه البريء، سد الفراغ الذي عشته بعد تركي الوظيفة»، موضحا أن الدومينو هي مجموعة من القطع على شكل مستطيل عددها 28 قطعة. كل قطعة مقسمة إلى جزءين بواسطة خط في المنتصف وكل جزء عليه مجموعة من النقاط أو الدوائر تمثل الأرقام. وذكر أنه لا يحرص على اللعب بقدر حرصه على الجلوس مع أصدقائه وتجاذب أطراف الحديث معهم، وتزجية الوقت فيما هو مفيد ومسلٍ.