يتميز مركاز البهلولي بموقعه الاستراتيجي على مدخل حارتي الشام والمظلوم في جدة القديمة، ما جعله مقصدا للباحثين عن الأنس وتزجية الوقت فيما هو مفيد ومسل، ويناقش المركاز العديد من المواضيع التي تهم العروس وأبناءها، خصوصا ما يتعلق بمنطقة البلد، ويعتمد المجتمعون في تقصي الأخبار عن منطقتهم على وسائل الإعلام المقروءة والمرئية. وأوضح مؤسس المركاز العم محمد البهلولي أن الاجتماع يبدأ في المركاز منذ الساعة الخامسة مساء، ويغادر آخر شخص منه في العاشرة، لافتا إلى أن مباني البلد في جدة القديمة خصوصا المنتشرة في حارتي الشام والمظلوم تسيطر على نقاشاتهم. وشدد البهلولي على أهمية ترميم المباني الأثرية في المنطقة، والتغلب على الروتين الذي عطل كثيرا من المشاريع التي تهدف للمحافظة على التراث، متمنيا أن تعود حارتهم كما كانت في السابق. وقال البهلولي: «نتناول في المركاز كثيرا من المواضيع الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، بيد أن أمور الحارة تحضر بقوة، خصوصا ونحن نرى الوضع فيها يتراجع»، متسائلا عن الأسباب التي تجعل الجهات المختصة ترتب زيارات السياح إلى بيت نصيف ومدرسة الفلاح في جدة القديمة وتتجاهل مواقع أثرية أخرى مثل مسجد الشافعي وبئر أبو عنبة وبيت باعشن وأبيار فرج ومحكمة جدة القديمة وفندق قريش وبيت البترجي الذي سكنت فيه الملحقية البريطانية آنذاك، مؤكدا أن حديثه لا يعني الانتقاص من بيت نصيف ومدرسة الفلاح. وطالب البهلولي بالاهتمام بالمواقع الأثرية في جدة القديمة، مبينا أن مسجد الشافعي لا يزال تحت الترميم وغالبية البيوت القديمة على وشك الانهيار، في حين تقطن الأشباح فندق قريش، مرجعا تدهور الأوضاع في تلك المرافق إلى انتشار العمالة المخالفة فيها. وأكد على أهمية إحياء هذه المنطقة ومتابعتها بشكل دوري وتشكيل جهة مختصة لتطويرها تساند بلدية البلد، التي تبذل جهدا جبارا في حمايتها. إلى ذلك، أفاد المضيف الجوي ومن أعضاء المركاز غازي الطريقي أنه يعشق المنطقة التاريخية في جدة، على الرغم من أنه انتقل منها منذ زمن، مرجعا حنينه الدائم للبلد إلى أنه نشأ فيه وقضى فيه مرحلة صباه. وقال: «لي فيها ذكريات جميلة لا تنسى، لكن الوضع تغير للأسوأ، في السابق كنا نشتم في أروقتها رائحة البخور والطيب الذي ينبعث من المساكن، في حين انتشرت الآن المجاري والنفايات في زواياها بطريقة تدعو للحسرة»، متفقا مع البهلولي في المطالبة بوجود جهة مساندة لبلدية المنطقة التاريخية في الحفاظ على ما تبقى من رائحة الشام والمظلوم. بينما رأى أبو سلطان أن هناك من يستفيد من إهمال المنطقة التاريخية، حتى تتحول مبانيها القديمة إلى إسكان للعمالة المخالفة ومخازن للبضائع، متمنيا تدارك وضعها في أسرع وقت.