فخامة الرئيس هادي يقوم بمهمة تاريخية لإنقاذ اليمن، المشكلة أن البعض يريد الرئيس على مزاجه، والبعض الآخر يدير صراعات متنوعة لعزله عن حزبه وبناء تحالف جديد من أحزاب وكتل متنوعة لتغيير تركيبة القوة التي أفرزتها الاحتجاجات، والبعض يبحث عن حروب بلا عناوين واضحة لتشويه مسار التحول. ويبدو لي أن هادي يقوم بدوره باحتراف، ويبني التوافق بحكمة، ويعيد بناء التوازنات بما يساعد على تحقيق أهداف التغيير، والخطر الذي يواجهه إذا ما عزلنا المسألة الاقتصادية يأتي من المحيطين بالرئيس، فمن خبرتهم الضعيفة جعلوا المؤسسة الرئاسية تبدو مرتبكة، واعتمدوا على اللعب بالبيضة والحجر، يدفعون بالرئيس إلى مواقف قد تؤذي التحولات الجارية في اليمن. وما يزيد من صعوبة مهام الرئيس الضغوط الدولية، والتي تتدخل كثيرا في رسم معالم التحولات، هذه التدخلات من وجهة نظري غير مستوعبة للواقع اليمني، وتزداد المشكلة بفعل قوى خارجية معروفة في توجهاتها، لكنها تدير معاركها بطريقة غامضة، وهذه اللعبة تدار وفق لعبة داخلية مآلاتها ستكون مؤلمة على اليمن. الرئيس هادي يقاوم عواصف كثيرة بالقوة الناعمة التي يمتلكها، ومن الواضح أن لديه إدراكا كاملا لمهمته التاريخية، واعتقد أنه سيتمكن من الوصول إلى النقطة التي حددتها المبادرة وآليتها التنفيذية، بصرف النظر عن الزمن، وهذا سيدخله التاريخ، ويجعل منه القوة الأكثر تأثيرا، المهم أن يتمكن من مواجهة الضغوط التي تمارس عليه، ويراهن على مشروع الإنقاذ الذي رسمت معالمه المبادرة الخليجية، ومن وجهة نظري، أن بناء تحالف واسع قلبه المؤتمر الشعبي العام سيمكنه من تجاوز الكثير من العوائق التي تحاصره وتحاول إفشال مساعيه، فالمؤتمر هو القوة الأكثر حرصا على نجاحه، وأي مسارات خارج هذه العلاقة هي تهديد للمؤتمر ولليمن، ومخاطرها على هادي قد تكون كارثية. وأختم بمقولة للرئيس هادي قالها مؤخرا «خمسون عاما قضيناها في اليمن ونحن يا (قاتل يا مقتول)، حروب مستمرة وخلافات لا تنتهي، ولا بد لليمنيين من أن يتركوا وراءهم ماضي الحروب والخلافات، وأن يتوقف النهج الذي يؤدي إليها».