حين نحتفي في هذه الأيام بالذكرى ال(82) لليوم الوطني، فإن الوطنية التي تملك حواسنا، وتمس وجداننا ليست شعارا نتباهى به، أو أهازيج نطلقها على الملأ، أو نركض إلى الشوارع يقودنا الصراخ والضجيج. وليست الوطنية ألعابا نهز بها أجسادنا .. كلا. إنما الوطنية منظومة من المشاعر والمبادئ والحقوق والواجبات. الوطنية استشعار بالمسؤولية تجاه منجزات الوطن ومكتسباته بأحاسيس صادقة وسلوكيات إيجابية مخلصة. ? الوطنية الحقة أن ننتمي إلى هذا الوطن بكل معاني الانتماء والولاء.. فيتغلغل حبه في قلوبنا، ويحتل مكانة سامية في نفوسنا.. حتى يمسي تقدم الوطن وتطوره وازدهاره هاجسنا الأول. ? ما أحرانا أن نحمي معالمه وحدوده، ونصون مقدساتنا، ونحترم ثوابتنا، ونتفاعل مع تحدياته، ونسهم في قضاياه التنموية والاجتماعية والثقافية. ? ليس علينا – كمواطنين – إلا أن ننبذ الفساد والفاسدين، ونرفض أي فكر منحرف أو أي إرهاب بشتى أنواعه. ? إن انتماءنا إلى الإسلام، وإلى العروبة..لا يتعارض مع انتمائنا إلى الوطن، فكل من الإسلام والعروبة يعمق شعورنا بالوطنية، فهما المظلة التي يفيء في ظلالها انتماؤنا الوطني. ? ليستقر في أذهاننا أن الوطنية والمواطنة الحقة تمثل روح التعاون والمساواة بين المواطنين.. مساواة في الحقوق وفي الواجبات.. مساواة في الفرص أمام القانون.. فتتكافأ فرص العمل والتوظيف بين المواطنين.. ويتمتع الجميع بالحق الوظيفي، وحق العيش الكريم في ظل العدالة والكرامة والحرية. ? إن ما يعلي شأن الوطن التمسك بالوحدة الوطنية التي تدعونا إلى مكافحة العنصرية أو القبلية أو الطائفية، أو التباهي بالأنساب. وتلك لعمري آفة تنخر في جسم الوطن، وتودي به إلى التناحر والفتن، وسوء المنقلب في أبنائه. ? ما أحوجنا اليوم إلى تأصيل التربية الوطنية.. خاصة بين الجيل الشاب، فنربي فيهم حب التآزر والانصهار في بوتقة وطنية شاملة، ونرسخ قيم الوطن في نفوسهم، ونعزز المفاهيم الوطنية، ومبادئ الخير والجمال، ويملأ نفوسهم حبا وحماسا للعمل، واعتزازا بالانتماء إليه.. فيمضوا في تنمية قيم الموالاة والانتماء نحو مسيرة الإصلاح والتطوير إلى الأفضل. [email protected]