أكد عدد من المثقفين والمهتمين أن منهج الاعتدال الذي يتمتع به ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز نابع من الشريعة الإسلامية المعتدلة التي تستمد أحكامها من الكتاب والسنة، لافتين إلى أن ولي العهد يسعى لتأصيل هذا المنهج في كل مناسبة، وقالوا: «محاضرة ولي العهد ترسيخ لمبدأ الاعتدال الذي تحث عليه الشريعة الإسلامية»، وأضافوا «حرص ولي العهد على إلقاء محاضرة عن الاعتدال في جامعة المؤسس يعكس مدى الصورة التي يعيشها ولاة أمرنا مع هذا المنهج ومدى حرصهم على نشره بين أبناء الوطن». وأوضح رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم «خيركم» في جدة المهندس عبد العزيز حنفي أن ما نحظى به في المملكة من سياسة حكيمة، إنما نبعت من تمسك ولاة الأمر بمنهج الإسلام المعتدل، وقال «المحاضرة تشير إلى ما تتمتع به المملكة من الاعتدال»، وأضاف «يسعى ولي العهد إلى نشر ثقافة الاعتدال بين أبناء الجيل؛ لأنها طريق السلامة الذي يخرج الأمة إلى بر الأمان». وزاد «عرفت المملكة هذا المنهج منذ عهد الموحد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، مرورا بسائر الملوك من بعده، ووصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله». وأشار حنفي إلى أن من ثمرات الاعتدال اصطفاف المواطنين صفا واحدا بصورة منقطعة النظير، وقال «ما يدلل على حرص ولاة أمرنا على الاعتدال تمسكهم بمنابعه (القرآن الكريم والسنة)، ودعمهم لكتاب الله وتشجيعهم على حفظه وإقامة المسابقات في ذلك». أما الكاتب والمؤرخ الدكتور زيد الفضيل محرر المجلد الثقافي في موسوعة جدة، فقال «خير من يتحدث عن جوانب الاعتدال في شخصية القائد المؤسس هو الأمير المؤرخ سلمان بن عبدالعزيز الذي بقربه الشخصي وبحسه التاريخي يستطيع أن يستكشف أبعاد تلك الجوانب، ويعرضها بعد ذلك على الجمهور الذين من واجبهم أن يتأملوا فيها، وأن يحاولوا السير على خطاها، وواقع الحال أن تلك الجوانب لا تخرج بأي حال من الأحوال عن ما أمر به الله، وما جاء في سنة نبيه، وما كان عليه السلف الصالح في خطاهم وأفكارهم ورؤاهم»، وأضاف «في هذا الإطار أتذكر مقولة الملك عبدالعزيز الرائدة التي تعكس قيمة الاعتدال المطلوب، حين قال في إحدى خطبه في شهر ذي الحجة 1344ه (لا يسأل أحد عن مذهبه أو عقيدته، ولكن لا يصح أن يتظاهر أحد بما يخالف إجماع المسلمين أو يثير الفتنه)، هذا النص هو أحد جوانب الاعتدال الذي كان عليه القائد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وهو الذي سيتمكن الأمير سلمان من إبرازه في هذه المحاضرة وتجسيده واقعا بعد ذلك». من جهته، قال الشاعر الدكتور يوسف العارف «الأمير سلمان أبو المؤرخين هو خير من يتحدث عن الاعتدال والوسطية في منهج الملك عبدالعزيز وسياسته، فقد عاصرهما نظريا وعلميا، ولعل إشرافه على دارة الملك عبدالعزيز يعطيه القوة والمصداقية في الحديث عن هذا الموضوع»، وأضاف «الملك عبدالعزيز هو الذي أسس هذا المنهج الذي اضطلع به الأمير خالد الفيصل وأسس على ضوئه كرسي الاعتدال».