تنظم الجامعة الإسلامية ضمن برنامجها الثقافي مساء اليوم الثلاثاء محاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بعنوان "منهج الاعتدال السعودي" , ويتحدّث سموُّه في المحاضرة التي يحضرها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة ونخبة من العلماء والمثقفين وكبار المسؤولين والإعلاميين، حول المنهج السعودي في الاعتدال المستمدّ من الكتاب والسُّنّة، والمبنيّ على نبذ التشدد والغلو، والبعد عن الانحلال والتطرّف بنوعيه، وهو المنهج الذي أرسى عليه الملك عبدالعزيز -رحمه الله- دعائم البلاد منذ تأسيسها، كما يُجيب سموّه على أسئلة ومداخلات الحضور في القاعتين الرجالية والنسائية. أمير الباحة : المحاضرة إثراء للمساحة الفكرية والثقافية من جهته أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة أن إقامة هذه المحاضرة واستضافة سموه يمثل مكسباً كبيراً للجامعة وإثراءً للمساحة الفكرية والثقافية، لما له من رؤية واسعة ودراية شاملة بكثير من القضايا الفكرية والثقافية , ولعل اختيار الجامعة موضوع الاعتدال خطوة موفقة لما يعنيه هذا الموضوع من أهمية واستجابة للواقع الحاضر وقد دعي إليه سموه قبل فترة ليست بطويلة من خلال محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز تركت أثرًا ايجابيًّا لدى المتلقين، وقد تفضل حينها بإعلانه عن تبني كرسي علمي لتأصيل منهج الاعتدال السعودي تشرف عليه الجامعة ، وذلك من أجل نشر ثقافة الاعتدال بين أطياف المجتمع السعودي ونشر قيم التسامح وتعزيز روح المواطنة، وهذه من القيم التي دعا إليها ديننا الحنيف وشدد عليها سيد البشر صلوات الله وسلامة عليه. أمير المدينة : منهج الاعتدال هو منهج الدولة منذ تأسيسها من جهته رحب صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة في رحاب طيبة الطيبة مشيرا إلى أن موضوع المحاضرة من خلال المحاور المعدة بهذا الشأن يعبر عن تصور سموه الكريم لمنهج الاعتدال الذي تتخذه هذه الدولة أساساً لفكرها الذي تسير عليه، والمتمثل في الوسطية الشاملة التي حثنا الإسلام على اتباعها في قوله تعالى "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" حيث قامت عليه هذه المملكة المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، ومن بعده أبناؤه الملوك البررة رحمهم الله، وحتى عهد خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز –حفظه الله– حيث تعززت في عهده الزاهر البرامج الحوارية محلياً ودولياً والبرامج والدراسات العلمية والثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى إظهار حقائق الإسلام السمحة وصلاحيتها لكل زمان ومكان. وقال سموه إن منهج الاعتدال الذي حثّ عليه الإسلام يتمثل في كافة جوانب الحياة وهو ما يحتاج إليه المسلمون في كل وقت، وهنا تأتي أهمية تبني هذا المنهج على أسس علمية وفكرية، ولعل المحاضرة تصبّ في هذا الجانب، كما تشكل دليلاً على اهتمام سموه بنشر قيم الثقافة والتسامح والاعتدال، ولعلها تشكل إضافة نوعية للنشاط الثقافي للجامعة الإسلامية. وزير التربية : عنوان المحاضرة يعيدنا للنظام الأساسي للحكم وقال صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم إن عنوان المحاضرة يُعيدنا إلى النظام الأساسي للحكم في المملكة الصادر عام 1412ه حيث جاءت المادة الأولى من هذا النظام لتنصّ على الآتي: (المملكة العربية السعودية، دولة عربية إسلامية، ذات سيادة تامّة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) , كما جاء في المادة الحادية عشرة ما نصه: (يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله، وتعاونهم على البرّ والتقوى، والتكافل فيما بينهم وعدم تفرّقهم). وأضاف : المتأمل لهذا النظام يجد أنه متناغمٌ مع أركان العملية التعليمية في بلادنا وموجّهٌ لسياسة التعليم التي ينطلق منها تعليمنا سواء العامّ أو الجامعي، لبناء جيل مسلم ينافس ويتمتع بشخصية متوازنة بعيدة عن الإفراط والتفريط يسير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم. نائب أمير القصيم : ولاة الأمر يحاربون الغلو والتشدد في كل مناسبة وأكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم أن المملكة البلاد المباركة بقيادتها الراشدة تنتهج المنهج الوسطي البعيد كلياً عن الغلو والتشدد والذي نجد ولاة الأمر -حفظهم الله - يحاربون الغلو والتشدد في كل مناسبة . وأضاف سموه : هذا الغلو والتشدد هو ما أوصل أعداداً من شبابنا وشباب المسلمين للتطرف والتكفير والإرهاب والتفجير ولذلك سعت بلادنا - حفظها الله - ومنذ التأسيس على النمو المطّرد فاتخذت المنهج الإسلامي الوسطي المتسامح والمعتدل نبراساً وطريقاً ومنهجاً لسياستها العامة , ولاشك أن ولاة أمرنا -حفظهم الله - استطاعوا السير في خضم هذه الأحداث الجسام التي مرّ ويمر بها عالمنا العربي والإسلامي بتوفيق الله سبحانه وتعالى ثم بتمسكهم واعتزازهم بهذا المنهج المعتدل الوسطي وهذا بلا شك هو ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بالتوسط والاعتدال في أحاديث كثيرة. وقال سموه : لاشك أن فارس الفكر والأدب الأمير خالد الفيصل له إسهاماته وجهوده الملموسة والمعروفة في هذا المجال فهو كحال أمراء المناطق في بلادنا الحبيبة يسيرون حسب توجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله بهذا النهج القويم. مساعد وزير الخارجية : الأمير خالد الفيصل مدرسة في تأصيل مفاهيم الاعتدال وشدد صاحب السمو الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية، أن الاعتدال والتسامح هو منهج واضح يستقي تعاليمه من كتاب الله عز وجل وسنة النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، حيث انتشرت مفاهيمه منذ بزوغ فجر الإسلام داخل شبه الجزيرة العربية، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي الحنيف ما كان لينتشر في كافة أصقاع المعمورة طوال الأربعة عشر قرناً الماضية إلا من خلال التسامح وحسن المعاملة مع الآخر، مستشهداً بقول المولى عز وجل "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ". وأشاد سموه بالجهود الكبيرة التي يقوم بها سمو أمير منطقة مكةالمكرمة، في نشر وتأصيل مفهوم الاعتدال السعودي، فهو مدرسة في هذا المجال، وخير دليل على ذلك هو إنشاء "كرسيه لتأصيل منهج الاعتدال السعودي"، والذي يسعى من خلاله لإظهار الصورة الصحيحة عن الإسلام، وتعزيز الانتماء الوطني للأفراد، بالإضافة إلى رفع وعي المجتمع تجاه الأفكار الضارة بالبلد واستقراره. حيث يعمل على إدارة الكرسي نخبة من أصحاب المعالي والسعادة المفكرين والخبراء، ويقيم الكثير من الندوات والمسابقات المتخصصة في ذات الشأن، قائلاً إن هذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على اهتمام الدولة ورجالاتها المخلصين على نشر هذا المفهوم داخل مجتمعنا الذي عانى في العقد الماضي من بعض الأفكار المتطرفة والتي راح ضحيتها عدد من أبناء وطننا الغالي. رئيس مجلس الشورى : المملكة تأسست على النهج المعتدل من جهته عد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ منهج الاعتدال مبدأً قويماً تأسست عليه هذه الدولة المباركة منذ فجرها الأول عندما تعاهد الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب – رحمهما الله – على إقامة دين الله وتأسيس هذه البلاد على هدي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ورأى معاليه أن المملكة تأسست بحمد الله على هذا النهج المعتدل الذي نص عليه محكم التنزيل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)، مع الأخذ بالمنجز الحضاري الإنساني غير المتعارض مع نصوص الكتاب والسنة وإجماع الأمة. وأكد معاليه أننا اليوم نجد أن الاعتدال هو منهج الدولة السعودية وأحد معالمها البارزة، ولعل ذلك يتضح بجلاء في تعاملاتنا اليومية المختلفة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وهو كذلك القول الذي تردده قيادتنا الرشيدة بين الفينة والأخرى في خطاباتها تأكيداً لمظاهر الاعتدال وتطبيقاته المختلفة، فخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أكد في أكثر من مناسبة على الاعتدال وضرورة الالتزام به في كل مظاهر حياتنا والبعد عن التطرف والغلو، ومن ذلك قوله حفظه الله "إن الوطن والشعب السعودي الوفيّ لا يقبل بديلاً عن الوسطية والاعتدال، ويرفض الغلو والتعصب بالقدر الذي يرفض به التحلل" ويؤكد رعاه الله على ضرورة فتح حوار وطني بين كل فئات الشعب وأطيافه وما ذلك إلا أحد مظاهر الاعتدال، فيقول "الحوار الوطني ترسيخ لنشر ثقافة الحوار وقيم الاعتدال". وزير العمل : الوسطية من خصائص بلادنا المباركة وقال وزير العمل عادل بن محمد فقيه لقد قامت المملكة منذ نشأتها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه ومن بعده أبناؤه البررة على منهج الاعتدال والوسطية ليصبح هذا المنهج خاصية من خصائص هذه الدولة المباركة وسمة خاصة تتميز بها عمن سواها ولهذا فإن استضافة الجامعة الإسلامية لمثل هذه الرؤى الفكرية المستنيرة تعتبر علامة مضيئة في تاريخها المعاصر. فبجانب دورها في نشر العقيدة الصحيحة والفكر الإسلامي الوسطي في مختلف بلدان العالم ودورها الرائد في نشر تعاليم اللغة العربية خاصة في البلدان الإسلامية غير الناطقة بها بجانب كل هذا ترعى اللقاءات والمؤتمرات الفكرية التي تثري الحياة الثقافية. د. مدني : سعة اطلاع سموه ستثري الموضوع وقال الدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية : تكتسب محاضرة منهج الاعتدال السعودي والحوار المفتوح أهميتها من أهمية الموضوع نفسه والمكانة الرفيعة التي يتسنّمها سموه. وأضاف : إن الاعتدال الذي انتهجته حكومة المملكة في سياساتها منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وثبتت عليه في عهود أبنائه البررة ستبقى عليه بمشيئة الله موضوع هام وجدير بتسليط الضوء عليه والبحث والحوار حوله كيف لا وهو يعتمد على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم . وما من شك أن سمو الأمير سيُثري هذا الموضوع نظراً لما يتميز به سموه من سعة الاطلاع وعمق الثقافة والفكر وما يملك من تجارب ثرية ومهارات عالية في الحوار، وما يبذله من نشاط وعطاء وإسهامات ملحوظة في الفكر العربي والإسلامي وقدرة على إيضاح الحقائق بأسلوب حضاري وبشفافية ومسؤولية.