أثبت نظام ساهر نجاحه في خفض نسبة الحوادث المرورية بشكل كبير، إلا أن البعض يتهمه بالتصيد والترصد لاستنزاف ما في الجيوب من خلال حجج واهية وتبريرات مغلوطة، وعند ما فشلوا في ذلك أبدوا اعتراضهم وإنزعاجهم من تراكم الغرامات ومضاعفتها. والحقيقة أن ساهر لا يجامل ولا يحابي أحدا، ولا يميز بين الناس وإلا كنا اتهمناه بالفساد الإداري، علما أن تراكم الغرامات هو نتيجة لتكرار المخالفات وهذا دليل يؤخذ على المخالف وليس العكس، وهو يؤكد على أن المخالف يصر على الاستمرار في ارتكاب المخالفة، حيث أن الغرامة لم تردعه وأن العقاب لم يؤثر فيه ومع ذلك فهو يتذمر ويشكو قسوة النظام في الوقت الذي يستمر فيه بممارسة نفس السلوك. أما وقد وضعت لوحات تحديد السرعة على الطرق والشوارع فلا حجة لأحد باتهام ساهر بالتصيد والترصد. وكما يقال: ( فقد أعذر من أنذر)، والذي يتجاوز السرعة المحددة فلا يلومن إلا نفسه، عندما يبرق الفلاش في وجهه. وإني لأعجب أشد العجب بل ويتملكني الغيظ من الذين يطالبون بوجوب إظهار الكاميرات وعدم إخفائها، بل وأكثر من ذلك مطالبتهم بأن توضع لوحات تنبيهية وتحذيرية بوجود ساهر. وهم يهدفون من ذلك إلى التحايل على النظام فيتقيدون بالسرعة المحددة عند الاقتراب من الكاميرا، ثم يزيدون سرعتهم حال ابتعادهم عنها، علما أنهم مطالبون بالتقيد بالسرعة المحددة في اللوحات بغض النظر عن وجود الكاميرا أو عدم وجودها. وكثير من الدول تكتفي باللوحات فقط، ومع ذلك فإن الناس هناك ملتزمون بالتعليمات، والسبب أن مفهوم الحرية في القيادة عندنا يختلف عنهم فهي عندنا مطلقة، حيث نمارس كافة أنواع المخالفات المرورية في الشوارع والطرق بلا قيود، إبتداء من رمي المخلفات وانتهاء بقتل الناس بالمركبات. وقفة: يمكن الاستفادة من إيرادات ساهر في تحسين وضع الشوارع والطرق.