في سورة (إذا زلزلت) يقول رب العزة والجلال: (ومن يعمل مثقال ذرةٍ خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره). وفيما روى الإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له ». قال النووي رحمه الله شرح مسلم: قال العلماء معنى الحديث أن عمل الميت ينقطع بموته وينقطع تجدد الثواب له إلا في هذه الأشياء الثلاثة : لكونه كان سببها، فإن الولد من كسبه وكذلك العلم الذي خلفه من تعليم أو تصنيف وكذلك الصدقة الجارية، وهي الوقف. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه ومصحفا ورثه، أو مسجدا بناه، أو نهرا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته يلحقه من بعد موته ». حسنه الألباني في صحيح ابن ماجه والصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد وفاة الإنسان ولذلك خصها كثير من العلماء ب (الوقف) كمن بنى مسجدا لأنه يجري عليه ثوابه مادام الوقف باقيا. وقال أهل العلم : إن الصدقة الجارية في العصر الذي نعيش تكون في بناء دور للأيتام، وتخصيص مصروف يستمر صرفه حتى بعد موته من الثلث الذي هو له، وكذلك إقامة المدارس الخيرية للفقراء، وإنشاء مشارب الماء ( السبيل) على الطرقات بين المدن على أن تشتمل وصيته لورثته بالصرف عليها بعد وفاته من ثلث ماله. بل لقد ذهب البعض إلى أن تعبيد الطرق بين المدن لخدمة الناس، وزراعة النخيل على امتدادها ليكون غذاء للمسافرين والمنقطعين وإنشاء المظلات للاستراحة بها مجانا كلها قد تكون من الصدقات الجارية. فاللهم وفق الخلق لما فيه صالح العباد بصورة دائمة ومتصلة والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. وأما ما لا يستمر ثوابه كإطعام الفقراء والمساكين فإنه لا يصح أن يسمى صدقة جارية وإن كان فيه ثواب عظيم إلا أنه لا يسمى صدقة جارية. قال ابن حزم في المحى (8/151) الصدقة الجارية، الباقي أجرها بعد الموت. وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين (13/4) الصدقة الجارية كل عمل صالح يستمر للإنسان بعد موته والذي يتصدق به الإنسان من ماله هو ماله الحقيقي الباقي له، الذي ينتفع به. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة