ذكرى وطن بل ذكرى جهود الملك عبد العزيز. رجل كافح فنال وأعطى فخلد في نفوسنا، وأغدق وماكان له إلا وطن غاية في الثراء الإنساني، وأوفى فأخلص له أبناؤه البررة وأبناء وطنه وأهله وناسه.. والعالم أجمع لا يختلف على أن المملكة العربية السعودية فوق هام السحب دينا وخلقا وعزة وإباء وشرفا كشرف هذه البقعة الطاهرة التي شرفها الله وحفظ لها دينها وأمنها وكرامتها التي جعلت العالم يقف لها احتراما.. فلا يملك إلا احترامها ومن يحترم نفسه ويقدرها ويحترم إنسانية وكرامة الآخرين وحقوقهم، كيف لا نقف له احتراما. تلك هي المملكة العربية السعودية وذلك هو منهج حكامها وتلك هي أصالة معدن والدنا الغالي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأيده ونصره وأبقاه. لذا نفخر وكلنا فخر بهذا الوطن ونحسد أنفسنا عليه، ونقول بأعلى صوتنا نحن السعوديون .. نحن الوطنيون حقا، ولكن هنا يجب أن نعي ونفهم ماهي المواطنة الحقة التي قد يجهلها البعض والقلة منا ؟.. فهي ليست مزمارا أو سمسمية أو عرضة نجدية أو جنوبية شمالية أو شرقية. أو وجوها وأجسادا وحللا وثيابا وسيارات فاخرة نلونها بالأخضر والأبيض لون شعار المملكة الساكن في قلوبنا جميعا وفي قلوب كل المسلمين.. لا، فالوطنية أكبر وأعظم وأوسع من ذلك وأشمل وأعم، وإن كان جميلا أن نظهر مباهج الفرح والاعتزاز والحب والولاء للوطن الذي أعطانا الكثير والكثير ولم يبخل يوما علينا. ولكن الوطنية الحقة أن نقدر قيمة الوطن كوطن يحتاج منا الكثير والكثير من الإخلاص والوفاء والجد والعمل والمثابرة والصبر والعيون الساهرة لحفظ أمنه وأهله وخيراته وأمتعته ومدخراته وسيرته العطرة وتاريخه، فكل تلك الأمور لا تقدر بثمن فهي حصيلة جهد أسلاف أخلصوا لله، ورجال أوفياء حرصوا على حفظ الأمانة العظيمة، وعملوا لأجل إرث الآباء والأجداد وعكفوا ليل نهار على تنميته وتطويره حتى كان لنا هذا الوطن الذي نفخر به جميعا بالأمس واليوم وعلى الدوام بمشيئة الله وتوفيقه. نعم كلنا مواطنون ولا نختلف على ذلك ولكن تختلف أحاسيسنا ومفاهيمنا للمواطنة وطرق تعبيرنا وترجمتنا للفرحة.. أمل مغربي (جدة)