تحتفل بلادنا الحبيبة بكل ألوان طيفها من مدنها وقراها وهجرها بذكرى مباركة محببة إلى نفوس أبنائها، تحمل في مدلولاتها الكثير من المواثيق الوطنية والمضامين والمفاهيم الصادقة في أجمل وأنصع ذكرى تصادف السادسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله. ويكفي المواطن فخرا واعتزازا تلك المشاعر النبيلة من لدن خادم الحرمين الشريفين وهو الأمين الصادق والأب الحنون المنحاز دوما إلى المواطن وهو يقول عند ذكرى بيعته الميمونة الخامسة العام الماضي «أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستورا والإسلام منهجا وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالبا منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا علي بالنصح والدعاء». ويمر عام سريع لتأتي البيعة السادسة لقائد المسيرة الخضراء، وكعهده الذي عهدناه يوصي شعبه الذي أحبه فبادله الحب والوفاء بالصدق ويؤكد على ذلك بتكرار الكلمة ثلاث مرات «الصدق الصدق الصدق»، وفي هذا التكرار لكلمة الصدق بلاغة وتأكيد بأن تقدم الأمة لا يأتي إلا بالصدق مع النفس أولا ثم الصدق مع الآخر، وفي هذا دلالة على أن الصدق هو الماعون الذي يتسع لكل ما فيه خير البلاد وسعادة وهناء واستقرار الأمة. وفي هذه المناسبة يؤكد الملك عبدالله بأنه الخادم للمواطن والوطن، ويطمئن القلوب بأن راحة المواطن تتصدر همومه الكبيرة وأن النوم لا يتأتى إلا بعد الاطمئنان على راحة وهناء إنسان هذا البلد الوفي الذي يمثل الأنموذج المثالي للعلاقة النادرة بين المواطن وقيادته حيث الارتباط جليا في كل مناسبة دينية أو وطنية وهو ارتباط قوي لا تخطئه العين، والدلالات كثيرة في هذا التفاعل العفوي النادر بين المواطن والقيادة على المستويين الإنساني والوجداني ومن أهمها المحبة الصادقة والثقة الموروثة جيلا بعد جيل والتي تتشكل في الحب المتبادل المنعكس على مسيرة الحياة اليومية النابضة بالنماء والازدهار والاستقرار ما جعل المواطن ينعم بحياته تحت مظلة العدل والأمن والأمان. حري بنا أن نضع صدق ووفاء قائدنا الأمين في حدقات العيون، وكان طبيعيا على كل مواطن ومقيم أن يتفاعل ويتأثر كثيرا بهذه النفحات الإنسانية والمواقف السياسية الواضحة التي جبل عليها هذا القلب الشجاع العطوف الكبير. * رجل أعمال سعودي عضو شرف النادي الأهلي.