وأنا أسمع أنشودة عاشت بلادي السعودية في اليوم الوطني أغلقت عيني فتجسدت لي خيالات جميلة من كل أنحاء بلادي في كل مدينة وقرية سعودية، رأيت طرقا آمنة سليمة من المخاطر وعلى جنبها مساجد واستراحات حديثة ونظيفة، ومواصلات عامة داخل وخارج المدن ترعاها قوة أمن مؤهلة، رأيت مستشفيات حكومية مجهزة بالموارد البشرية والأجهزة والأدوية وعلاج لكل المرضى، رأيت صور مدارس وجامعات حكومية نموذجية مخرجاتها جاهزة لسوق العمل، رأيت خدمات بلدية حديثة ومستدامة تجعل المشي في الشوارع نعمة لا نقمة، رأيت بيتا لكل مواطن يحميه من التقلبات الاقتصادية، فهذه هي ضرورات الحياة الأساسية في كل دولة. رأيت المملكة في أعلى قائمة أكثر الدول رخاء، وفي أعلى قائمة تقرير التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، في أعلى قائمة أكثر الدول عدالة وإنصاف وشفافية، رأيت المملكة في أدنى قائمة الفساد العالمية. رأيت شبابا يفخر بدينه وبأخلاقه وعلمه وعمله ووطنه وليس حائرا بين إرهاب وتطرف أو انحلال وتخلف الفرحة بوطنية حقة يفهمها ويطبقها وليس مظاهر يمارسها ببدائية ووحشية وانتقام، رأيت حفظا وتوعية لتاريخ وآثار مدننا المقدسة وسيرة نبينا صلى الله عليه وسلم وصحبه وأهل بيته الكرام رضي الله عنهم، شهدت محاكمة كل فاسد والاحتفال بكل مواطن صالح ناجح ومبدع. لكني فتحت عيني على الواقع اليومي وهو نعمة الأمن والأمان فقط فهو النبض الذي يسكن المواطنة في القلوب، واتلمس التغييرات والإنجازات البطيئة ولكن المستمرة يوميا في إيقاظ لهيب مواطنتي لهذا البلد أرضا وشعبا ودولة، وأمنيتي العام المقبل في اليوم الوطني احتفالات بدون ضحايا على الأقل، فما هي أمنياتكم؟