عشنا بالأمس قصة حب، وكتبنا قصيدة حب، وانتشينا بفعل حب لوطن ممتد امتداد جذور النخيل في أوردتنا، وفعل الحب ليس فعلا طارئا نمارس فيه رقصا ونغني أوبريتات، ونجدها فرصة رائعة لصنع مسيرات احتفالية، فعل الحب والانتماء لتراب وجبال وصخور الأرض الطاهرة، فعل الحب لميراث الأجداد والآباء هو الحفاظ على المكتسبات وتنميتها، وهو فعل المواطنة الحقيقية. الانتماء ليس عملية مقايضة! ماذا أعطانا الوطن وماذا سنقدم له؟ الإجابة على هذا السؤال هي من تحدد قيم المواطنة بداخلك، فهل نستطيع أن ننتقد مسؤولا أو وزارة، أو أن نتذمر من نقص خدمات، ويبقى هذا الوطن قيمة وفعل حب ورمز عشق لا يمكن المراهنة أو المساومة والمزايدة عليه، عندها تظهر صورة وفعل الحب ناصعا فوق الجميع ف«لا شيء يعدل الوطن». هناك من ذهب بعيدا عن وطنه، فعاش هائما عاشقا محروما، فلنهنأ نحن أننا في أحضان من نحب، هناك من لا يستطيع أن يصدح بإيمانه وصلاته فلنسجد حمدا أننا نرتل قرآننا في هزيع الليل مطمئنين، هناك وعلى بعد مسافة قصيرة من حدود عزتنا من يعيش القتل والتشريد وجبة يومية يغص بها قهرا، ونحن نعانق علم كرامتنا في شوارعنا ونتمايل انتشاء فرحا بيوم وحدتنا وعزنا آمنين مطمئنين. السؤال الحقيقي اليوم، وفي هذا الوقت الحاسم والعالم حولنا يضطرب: هل نحن جديرون بالمحافظة على مكتسب الوحدة التي بناها أجدادنا وسلموها لنا؟، هل نحن واثقون أننا سنصنع معجزة التنمية كما صنع أسلافنا معجزة الوحدة؟ عندما أحس ملك الإنسانية بالحاجة إلى تعزيز هذه الوحدة لم يتردد في إطلاق «مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» حوارا شاهدا على أن جمال اللوحة باختلاف ألوان الفسيفساء بداخلها، وظهرت صور المختلف السعودي ناصعة هدفها وحدة هذا الكيان العظيم.. فكل عام والسعودية بخير. يقول الثبيتي يرحمه الله عاشقا وطنه الأجمل في قصيدته «قرين»: لي ولك نجمتان وبرجان على شرفات الفلك ولنا مطر واحد كلما بل ناصيتي بللك. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 269 مسافة ثم الرسالة