عندما يصبح الوطن هو الذات، والذات هي الوطن، عندئذٍ يتحول الوطن إلى جنة الدنيا. من خلاله يشعر الإنسان بالأمنِ النفسي.. نجح الملك عبد العزيز بإيمانهِ وإصراره وعقله المتوثب وحكمته النادرة، حتى كان مثار دهشةٍ للعالم عبر توحيده لهذه المساحة الجغرافية التي كانت في أغلب فترات التاريخ ميدانا للحروب القبلية. فقد أضحت هذه البقعة الجغرافية مع تأسيس الدولة ومن ثم مع حفاظ الأبناء على الحكم المتوارث، أكثر الدول تأثيرا في العالم، وأبرزها في كسب العلاقات الدولية والمساهمة في بناء العالم والحفاظ على السلم الدولي.. فضلا عن المكانات الاقتصادية والدينية المهمة المؤثرة.. شقت المملكة العربية السعودية برجالاتها طريقها في أوساط الدول المتقدمة ونافست على أوائل المراكز العلمية، وبدأت مبادرة القيادات في تسديد أبنائها بسلاح العلم وقيم الابتعاث لنقل الحضارات العلمية وإعادة أمجادها إلى جوف الوطن. في خطوات متسارعة نشاهد نهضة الوطن تتسارع نبضاتها وتشهد تغيرات جذرية ومحورية في الأداء والعمل والتعامل بكل الخطط التنموية والسياسية التي رسمها ملوك وقادة البلاد وافقت المملكة في الحفاظ على قيمها وديانتها بكافة أطيافها إلى جوار المصالحة والمبادرة الدولية في حوارات الأديان والمذاهب أخيرا.. هكذا تقوم السيادة دولة عظمى في قلب العالم. نعم.. يقف الشخص بشموخ أمام هذا الكيان المترامي الأطراف الذي أضحى مثار إعجاب المحللين سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، إذ لا يوحده إلا قوة خارقة، ونسوا أن الملك عبد العزيز كان يستمد قوته من الإيمان بالله أولا ثم إخلاص النية ثانيا. ونجح أبناؤه الميامين من بعده في تحويله إلى مرتكز عالمي تصبو إليه أعين العالم حين تدلهم بهم الخطوب، إذ أصبح جزءا مهما في صنع القرارات المهمة، ورقما صعبا فيها لمكانته الدينية والاقتصادية ولدوره السياسي المتوازن.. هذا هو وطننا الذي نفخر به ونعتز بالانتماء إليه.. دام شامخا وموئلا للخير والإصلاح والنور.