يبدأ تنفيذ مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة الحرم النبوي الشريف بعد موسم حج هذا العام مباشرة، ويبلغ عدد العقارات المتوقع إزالتها لصالح المشروع 100 عقار تتوزع على الجهتين الشرقيةوالغربية، ويبلغ إجمالي التعويض عن مساحة تقدر بنحو 12.5 هكتار بنحو 25 مليار ريال. وتعد هذه التوسعة الأكبر بعد توسعة الملك فهد -يرحمه الله- للمسجد النبوي، وستكون إضافة كبيرة، مما يجعلها تستوعب أعدادا هائلة من مرتادي المسجد النبوي الشريف خاصة في وقت الذروة في مواسم الحج والعمرة وستساعد هذه التوسعة الأعداد الهائلة من المصلين لأداء صلواتهم بيسر وسهولة وراحة واطمئنان. في المقابل، تظل مكتبة الملك عبدالعزيز المعروفة هي أبرز العقارات التي ستتم إزالتها من الجهة الغربية للمسجد النبوي، بالإضافة إلى أسواق الحرم الجديدة وعدد من الفنادق المعروفة. الإزالة بعد الحج ويتوقع أن تبدأ عمليات الإزالة مباشرة بعد الانتهاء من موسم حج هذا العام بعد أن ينتهي المقاول المتخصص من رفع جميع الخامات داخل العقارات المراد إزالتها، وذلك بعد الانتهاء من تسليم المستحقات المالية الخاصة بملاك تلك العقارات. وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تتسع الأولى منها لما يتجاوز 800 ألف مصل، وفي الثانية والثالثة ستتم توسعة الساحتين الشرقيةوالغربية للحرم بحيث تستوعب 800 ألف مصل إضافيين، وقد خضعت المنطقة المركزية لإعادة تطوير كامل تقريبا وتم تزويدها بخدمات جديدة تدعم المسجد النبوي الشريف. وقد تم وضع مخطط شامل يتضمن تخفيف الضغوط المتزايدة برفع الطاقة الاستيعابية من المصلين من الوضع القائم البالغ 550 ألفا إلى الوضع المستقبلي البالغ 780 ألف شخص، للتوسعات المقبولة بالفعل لساحتي الحرم الشرقيةوالغربية، مع مراعاة استيعاب تدفقات حركة المشاة التي تتطلب توسعات أخرى في إطار تخطيط أكثر تفصيلا، ويتعين تنسيق هذه التوسعة مع طراز البناء الحضاري المحيط لضمان أن التوسعة تعمل على تحسين تدفقات المشاة داخل المنطقة المركزية وتتناغم عمرانيا مع ما حولها. وتتضمن التوسعة المقترحة تطوير المباني المحيطة بها المعروفة باسم الرواق وتوسعتها، مترابطة في ذلك مع المناخة التاريخية وسيوفر الرواق عتبة تواصل وظيفي وعمراني بين المدينة والمسجد الشريف، وتحسين الخدمات، وزيادة ساحة المصلى. تحسين الساحات العامة ووفق استراتيجية المشروع ستجري تحسينات للساحات العامة والساحة الاجتماعية حول المسجد الشريف، إضافة للعمل لدعم دورها كقلب مدني وروحاني للمدينة قصير الأجل، كما تتضمن الاستراتيجية توصية بتحويل الملكيات المطلوبة للتوسعة إلى الملكية العامة، وإعداد مخطط معماري تفصيلي للتوسعة في ضوء الإرشادات العامة المتضمنة في المخطط الشامل حول هذا الشأن. ويمكن أن تستمر الفنادق المشمولة مواقعها بالتوسعة في التشغيل لحين استكمال تجهيزات الموقع لإنشاء التوسعة، وفي ذلك الحين سيتم هدم الفنادق نظرا لوجود حاجة إلى 12.5 هكتار من الأرض من أجل تسهيل التوسعة الشمالية. مشروع المظلات ويعتبر مشروع مظلات المسجد النبوي من المشاريع العملاقة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين وطلب تصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف ويصل عددها إلى 182 مظلة، وذلك عقب زيارته للمدينة المنورة إثر تسلمه مقاليد الحكم، ثم أمر بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية وستغطي هذه المظلات مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من جهاته الأربع يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على 800 مصل، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات صنعت خصيصا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية وبأعلى ما يمكن من الجودة والإتقان، وقد خضعت لتجارب في بلد التصنيع وأُستفيد من التجربة في المظلات التي قبلها التي تعمل بحمد الله بكفاءة جيدة منذ أن انتهت التوسعة ومع ذلك فإن المظلات الجديدة قد طورت ودخل عليها تحسينات في شكلها ومادتها ومساحتها، وقد صممت بارتفاعين مختلفين بحيث تعلو الواحدة الأخرى على شكل مجموعات لتكون متداخلة فيما بينها يبلغ ارتفاع الواحدة 14 مترا و40 سنتميترا، والأخرى ارتفاع 15 مترا و30 سنتميترا ويتساوى ارتفاع جميع المظلات في حالة الإغلاق بارتفاع 21 مترا و70 سنتميترا. وهذه المظلات يصلي تحتها المصلون وتقيهم حرارة الشمس أثناء الصلاة كما تحجب عنهم الماء إذا نزل المطر فيسلمون من مخاطر الانزلاق والسقوط ويحصل لهم الأمان والاطمئنان في ذهابهم وإيابهم إلى المسجد النبوي. وبين الشيخ عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة بوكالة المسجد النبوي الشريف أن الطاقة الاستيعابية للمسجد النبوي الشريف في أوقات الذروة تصل إلى مليون، حيث إن استيعاب المسجد النبوي الشريف يصل إلى 150 ألف مصل والمظلات تتسع ل 250 ألف مصل والساحات حول المسجد النبوي الشريف ألف مصل، وقال إن التوسعة الجديد للجهة الشرقية منحت مساحات جيدة لاستيعاب المصلين ورفعت زيادة أبواب المسجد النبوي الشريف إلى 100 باب، ولمواجهة حرارة الصيف تم تركيب 436 مروحة رذاذ للتبريد على المصلين و250 مروحة، ويعمل أكثر من 1300 موظف وموظفة من الرسميين والمؤقتين لتقديم الخدمات لزوار المسجد النبوي الشريف على مدى 24 ساعة، واستقبالهم على مدار الساعة، بداية من الساحات الخاصة بالمسجد النبوي وملاحظة نظافتها باستمرار وتظليلها بفتح 250 مظلة وقاية للمشاة، وكذلك المصلين أثناء الصلاة وعدم دخول أي شيء يؤثر عليهم، وكذلك بقاء الممرات الداخلية مفتوحة لدخول المصلين للأماكن الخالية داخل المسجد النبوي، وفرش المسجد النبوي والسطح وأجزاء من الساحات بواقع 10 آلاف سجادة ومدة، توفير الصوت والإضاءة وتكييف ما يقارب 100 ألف متر مربع. يشار إلى أن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة الحرم النبوي الشريف تأتي مكملة للمشاريع الأخرى التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، بهدف التيسير على الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي. وحصلت «عكاظ» من مصادرها الخاصة على التصميم المقترح لتوسعة المسجد النبوي الشريف التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في يوم الجمعة الموافق 9 /8 /1433ه وجاء في التصميم المقترح توسعة الحرم النبوي من الجهة الشمالية والشرقيةوالغربية للحرم. من جهته أوضح عبدالغني الأنصاري رئيس لجنة الزيارة والسياحة في الغرفة التجاريه الصناعية بالمدينةالمنورة أن التوسعة ستكون ضرورية جدا في الأعوام المقبلة خصوصا إذا علمنا أن عدد الزوار القادمين للمدينة المنورة يبلغ عشرة ملايين زائر سنويا، لافتا إلى أن المشروع سيخدم زوار المسجد النبوي الشريف. وأكد ل «عكاظ» عقاريون متخصصون أن التوسعة الجديدة ستكون كافية على المدى المتوسط على مدى ال20 عاما المقبلة.