أدان علماء القطيف والأحساء الإساءة التي تعرض لها النبي المصطفى، صلى الله عليه وسلم، عبر ذاك الفيلم البغيض والمسيء لمقام النبوة وصفوة البشرية. وأكد أكثر من 60 عالما في بيان صدر عنهم امس أن تكرار الإساءة إلى روح ومقام رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يكشف عن استهانة صارخة بكرامة المسلمين واستصغار لإنسانيتهم. وأهابوا بجميع مراكز الرأي، وصناع القرار في عالمنا الإسلامي أن يبرزوا موقفهم الصريح، وان يعلنوا تضامنهم مع النبي وخدمته بالقرارات المناسبة وفي مقدمتها المطالبة بسن قانون أممي يجرم الإساءة والانتهاكات للمقدسات. وأشاروا إلى أنه حينما انطلق النبي واضطلع بمهام رسالته ذات الصبغة الفطرية، لم يكن يستلهم من الله سبحانه ما يجب أن يقوم به من خطوات تقدمية على صعيد نشر وإحياء القيم الإنسانية فحسب، بل لقد آزره القرآن الكريم ودعاه إلى الموقف الحكيم والنظر البعيد فيما يقوم به دعاة البهيمية من أعمال استفزازية وعدائية، فأخبره بأن ارتفاع وتيرة العداء من الذين مسخت أرواحهم هو من ارتفاع وتيرة الذكر، وانتشار الدعوة إلى الحق تعالى. وأوضحوا أن المشاريع الرخيصة التي تنجز اليوم للإساءة إلى مقام بشارة الأنبياء السابقين النبي محمد صلى الله عليه وسلم تأتي كردة فعل مما يشهده العالم اليوم من ارتفاع معدل المنتسبين إلى الديانة الإسلامية في الغرب حتى أصبح الإسلام هو الديانة الثالثة في تلك البقاع وفي أقل من قرن واحد. وأكدوا أن النبي قد قاوم تلك الصرخات التي تكشف عن ألم لا يبارح صدور المعاندين بخطة هي الأنجع والأنفع في معركة الهدى والضلال، وملحمة النور والظلام وهي العمل على توحيد المسلمين، ورفع راية المؤاخاة بينهم، ورص صفوفهم، وجمع كلمتهم. وأشاروا إلى أنه لم ولن يثبت للمسلمين عزة ولا كرامة إلا بالسير على هدى وخطى خاتم الأنبياء. وقال العلماء في بيانهم «واليوم حيث لا زال أعداء الإسلام على عهد أسلاف الضلال في الإساءة إلى نبي الإنسانية والاستهزاء به من خلال الأفلام والرسومات المسيئة وغيرها والسعي الحثيث لإطفاء سراج هدايته ومصباح شريعته، يجب على المسلمين في المقابل أن يلتمسوا سياسة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وأن يتخذوا نهج المحامين عنه، وان يسعوا لنشر صورته المشرقة في سلوكياتهم العملية وأعمالهم الإعلامية والحوارية، وليبارزوا كل جرأة ولؤم بالتكاتف والتحالف، مع عدم الانجرار وراء أي عمل او ردة فعل لا تخدم القضية ويستغلها الأعداء في تشويه وضرب المسلمين». ودعوا أصحاب الكلمة الحرة والمعتدلين من أبناء الديانات الأخرى الذين شجبوا هذا الثقافة الهابطة، إلى المزيد من التضامن مع المسلمين باعتبارهم شركاء في النسيج الاجتماعي والكيان الإنساني.