إن أمر تسوس الأسنان خطير جدا ويماثله الجير أيضا وليس هذا المرض مقتصرا على الأطفال بل يشمل الكبار حتى أن البعض من الآباء والأمهات قد خلت أفواههم من الأسنان الطبيعية بكاملها قبل بلوغ الأربعين والخمسين من العمر بسببه، غير أن هؤلاء أصبحوا طي النسيان في مقابل انشغالهم بتسوس أسنان الأطفال، ولكن من المؤلم ومن المحزن أننا نقرأ عن إحصائيات من بعض الأطباء أو المسؤولين ونسمع عن اجتماعات ومؤتمرات وورش عمل تتحدث عن تسوس الأسنان عند الأطفال وأنها وصلت إلى نسبة 90% كما ذكر بعضهم، وقيل إن التسوس لدى أطفالنا يمثل أعلى نسبة فى العالم. وهنا أتوقف وأقول لابأس، فقد حدثت اجتماعات ومؤتمرات وعقدت ورش عمل تحت عناوين كثيرة مثل صحة الفم/ نظافة الأسنان/ الوقاية من التسوس .. وغيرها تتحدث عن تسوس الأسنان لدى الأطفال والبعض منها يدعو إلى التثقيف والتوضيح عن هذا المرض داعين إلى الوقاية منه.. وهنا أتساءل: ما هي نتيجة ذلك، لا شيء .. وهل هناك وقاية فعالة وسهلة الممارسة دون استخدام الفرشاة والمعجون، وهل أجريت بحوث من أجل الوقاية، ثم هل هناك جد أو حرص من أجل التخفيف منه دون القضاء عليه؟، أشك في ذلك بدليل خلو كثير من المراكز الصحية بل أكثر من 50% منها ليس من أطباء الأسنان بل حتى من فنيي الأسنان الأمر الذي يجبر الكثير من المواطنين إلى معالجة أسنان أطفالهم لدى المستوصفات والمستشفيات الخاصة التي لا ترحم في التكاليف، وقد جربت ذلك مرارا وآخرها ما دفعته وقدره 500 ريال بعد خصم 200 ريال يعنى القيمة الأصلية 700 ريال مقابل إزالة التسوس من سنين وحشوهما مؤقتا لاحظوا مؤقتا، فخصم هذا المبلغ ممن راتبه 3000 ريال يمثل ثلث الراتب فما الذى يستطيع صاحب هذا الراتب أن يفعله تجاه المصروفات الأخرى، ورأفة بالمواطن وأسرته يجب على وزارة الصحة أن توفر في كل مركز ما لايقل عن طبيبين وثمانية فنيي أسنان مناصفة بين قسمي الرجال والنساء، والأهم أن يعاد دوام تلك المراكز كما كان سابقا إلى دوامين صباحي ومسائي رفقا بالمواطنين، ولو قيل إن هناك مراكز في الرياض مثلا خصصت للأسنان أقول وبكل تأكيد لا تفي بالغرض أبدا ولا حتى ب 20% منه، وبغير تلك الطريقة سنظل نحن وأطفالنا ومن بعدهم نعاني من تلك الأمراض المزمنة إلى أن يبعث الله من يكون سببا حقيقيا في القضاء على تسوس الأسنان وجيرها والوقاية منه.. لذا أقول لسنا بحاجة إلى الطنطنة والإكثار من المؤتمرات والاجتماعات لمجرد الحديث في الصحف عن تلك الأمراض إن لم تكن هناك أفعال وممارسات لا تقضي على تلك الآفة ولكن لتخفف منها.. ومن المفروض أن تكون هناك معاهد لتخرج فنيي أسنان اختصاصاتهم إزالة التسوس والجير لصعوبة ممارسة تلك المهنة من قبل الأطباء الذين لا يجيدون تلك الصنعة وشهدت على ذلك مرارا وتكرارا.. لذا أكرر الدعوة إلى إنشاء معاهد متخصصة لتخريج فنيي أسنان بأعداد هائلة لعلها تغطي نسبة كبيرة من المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.