تعقيباً على ما نشرته جريدتنا الأولى الجزيرة يوم 5-2-1432ه تحت عنوان (انطلاق تفاعلات مؤتمر طب الأسنان الوقائي بجدة) افتتحه مدير الشئون الطبية بالحرس الوطني بجدة وفي 6-2 قرأنا عن (انطلاق الحملة الوطنية لحماية أسنان مليون طفل من التسوس) برعاية وزير الصحة د. عبد العزيز الربيعة لحماية 90% من أطفال المملكة... إلخ. إنني أقول من المؤسف إنه في بلادنا تعقد مؤتمرات وتنطلق فعاليات وتتم اجتماعات باسم أمور كثيرة من مناحي الحياة ومنها ما يتعلق بصحة المواطن، ولكن بدون نتائج أقول بلا نتائج لا ملموسة ولا محسوسة إلا على الورق فقط، فمنذ كم عام ونحن نتحدث عن صحة الفم والأسنان وعن حماية الأسنان من التلف وعن وعن إلخ.. فالعدد مليون توقع خاطئ والأصح أكثر من 3 ملايين لأن الأطفال هم من في المتوسط والابتدائي وما دون أكثر من ثلاثة ملايين هذه واحدة، الأمر الثاني كيف تريدون الحماية لتلك الأعداد بعد أن أكلها السوس ودمرها الجي، فالحماية تكون لمن لم يولد بعد، أما من هو على سطح الأرض فبحاجة إلى العلاج أولاً.. الأمر الثالث أن من تجاوز سن الطفولة أسنانهم أكثر تلفاً ممن سبقوهم ولا ننسى الكثير من الآباء والأمهات الأمر الرابع من سيقوم بالحماية الآباء أو الأمهات أم الجهات الصحية؟.. أما الأمر الخامس والأخير فكيف ستتم الوقاية والعلاج بينما المراكز الصحية البالغ عددها 1986 لا يوجد بها أكثر من 850 طبيب أسنان ولا حتى فنييو أسنان بمعنى أن لكل 1176 طفلاً من المليون طبيب، كيف يمكن لهؤلاء علاج الأطفال فقط؟ ومن سيعالج الآخرين من التسوس والجير؟.. والأسوأ من كل هذا أن ثلاثة أرباع المراكز لا توجد بها أجهزة أشعة (أوضح ذلك كتاب الإحصاء لعام 1429ه) ونتمنى إيجاد معاهد لتخريج فنيي أسنان على الأقل، ولو أردنا علاج أسنان الأطفال فقط من التسوس لمليون طفل فبعد كم سنة سننظف أسنانهم ونعالج تالفها؟.. وكم يلزم من طبيب وجهاز لو حسبنا أن كل طفل سيستغرق نصف ساعة في الجلسة الواحدة ودوام الطبيب لا يزيد عن ست ساعات يومياً هذا إذا خلا وقته من الاجتماعات والمهاتفات الخاصة ومجاملات الضيوف وشرب الشاهي وتناول الفطور وفطيرة الظهر وبغض النظر عن تلك المعوقات فكم جلسة سيحتاجها الطفل.. وميزانية وزارة الصحة مليارات الريالات لن تعجز عن توفير الأطباء والأجهزة اللازمة؟.. ومن المؤكد أن مراكز الأسنان التي أوجدتها الوزارة أخيراً لن تحل المشكلة بل ستزيده سواءً، لأن طبيب أسنان المركز الواحد سيستقبل باليوم على الأقل (20) مريضاً بدلاً من تخصيص اثنين أو ثلاثة مرضى لكل مركز يحول على مركز الأسنان؛ ولو استمررنا على هذا الوضع فستزداد إصابات التسوس ناهيك عن إصابات الجير التي لا تقل أهمية من التسوس. فهل سنقرأ جديداً يغير الحال؟.. وهل يعاد الدوامان إلى المراكز بدلاً من الدوام الواحد الذي هو إهدار لوقت الأطباء لقلة المراجعين ورأفة بذوي المرضى الذين لا يجدون الوقت المناسب للذهاب بمرضاهم إلى المراكز ذات الدوام الواحد، فاتجهوا إلى المستوصفات والمستشفيات الأهلية فالتهمت ما في جيوبهم بأسعارها الغالية والعلاجات الأغلى.. و-ارتفاع الأسعار اليوم لا تخفى على أحد-..؟ أتمنى ذلك. صالح العبدالرحمن التويجري