ودع الشعراء والأدباء والمثقفون والمفكرون والإعلاميون والضيوف والزوار «سوق عكاظ.. ملتقى الحياة» في نسخته السادسة، بعد موسم ثقافي وفكري وشعري وتراثي، شهدوا خلال أيام السوق 11 أمسية وندوة وأعمالا مسرحية وعروضا فنية وتاريخية، آملين ومتطلعين في الوقت نفسه إلى أن تعود «عنقاء جزيرة العرب» في العام المقبل لتبعث من جديد تظاهرة، ثقافية، شعرية، أدبية، اقتصادية، ومعرفية للعرب جميعا، وتمد جسرا من المعارف والعلوم، يستعيدون به الأمجاد ويواكبون به الحاضر ويستشرفون به المستقبل. وأوضح المتحدث الإعلامي لسوق عكاظ محمد سمان أن سوق عكاظ سيعود العام المقبل ليؤكد من جديد أنه ثروة تاريخية أعادت المملكة اكتشافه وإخراجه للعالم العربي، وقال «سوق عكاظ في عامه السادس عزز نجاح فكرة إحيائه واستعادة دوره التاريخي كحاضن للإبداع الثقافي والأدبي والشعري والفني والموروث ودعمه وتشجيعه والمحافظة عليه، بل واستمراره في مد جسوره للغد عبر برنامج (عكاظ المستقبل) الذي يسعى إلى نقل المعارف الحديثة والعلوم التقنية إلى المتلقي العادي، والتعريف بإسهامات المملكة»، وأضاف سمان «سوق عكاظ يمتلك ميزة نسبية، فهو ليس حدثا ثقافيا فحسب، وإنما مشروع حضاري متكامل يراعي مختلف جوانب التنمية البشرية ثقافيا، وعلميا، وفكريا، واقتصاديا، واجتماعيا، وتراثيا؛ ولذلك، تتكاتف في إنجاحه والمشاركة فيه جهود وزارات وجهات حكومية عدة». يشار إلى أن سوق عكاظ لهذا العام شهد عدة فعاليات، حيث انطلقت فعالياته عبر ندوة (ماذا يريد الشباب وماذا نريد منه)، والتي حملت مفاجأة سارة، تتمثل في إعلان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس اللجنة الإشرافية أن الندوة وحلقة النقاش ستكون حدثا سنويا يشهده السوق، مطالبا في الوقت نفسه الشباب بالمشاركة حضورا وفكرا ونشاطا وانتسابا للسوق، حيث اعتبرها المثقفون واحدة من أهم المخرجات التي حققها سوق عكاظ في دورته السادسة، إذ أنها أسست لحوار دائم بين أهم شريحة في المجتمع وبين صناع القرار؛ لتكريس مبدأ الحوار والشفافية في طرح الأفكار والمشاريع وإبداء الرؤى والتعرف على وجهات النظر، كما شهد السوق تدشين خيمة سوق عكاظ التي احتضنت جميع الندوات والأمسيات، فضلا عن حفل الافتتاح الرسمي، حيث تتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعدا فضلا عن قاعات انتظار، ومكاتب، وخدمات مساندة، وقاعات محاضرات ومناسبات، فيما الثاني يحتوي على عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي وتدعم الشكل المعماري ، أما الجزء الثالث وهو الخيمة التي تغطي المبنى الرئيسي مع المنطقة المقابلة للصخرة، وهذه المساحة هي التي احتضنت العمل الدرامي «العكاظيون الجدد» الذي عرض في حفل الافتتاح، والذي يعبر عن آمال وطموحات سوق عكاظ، بأن يكون جسرا للمستقبل وليس محاكاة للماضي فقط، كما شهد السوق الاحتفاء بالشاعر والفارس عنترة بن شداد، عبر عرض مسرحي شهده زوار السوق، إضافة إلى ندوة تناولت شعره بمشاركة مثقفين من المملكة والعالم العربي، فيما تناولت بقية ندوات السوق لهذا العام آفاق المعرفة ومتطلبات المستقبل، كندوة «الطاقة المتجددة وبدائل النفط»، إضافة إلى أن السوق استضاف أربعة كتاب في مواجهة مباشرة مع النقاد والجمهور في ندوتين سلطوا من خلالها الضوء على تجاربهم في الكتابة، فيما شهدت جادة سوق عكاظ حضورا من الزوار بمعدل 25 ألف زائر يوميا، جالوا خلالها على جانبي «جادة عكاظ» التي زينت بالمحال والمعارض وأركان الحرف اليدوية التقليدية، والأعمال المسرحية.