يشهد مهرجان «سوق عكاظ» في نسخته السادسة هذا العام تطوراً لافتاً، سواء لناحية فعالياته الثقافية، التي من ضمنها الاحتفاء بالكتابة النسوية وقناع الكتابة، أو لناحية الخيمة التي ستكون الحدث الرئيسي في النسخة الجديدة، والتي تبرعت بها شركة بن لادن بكلفة تجاوزت 40 مليون ريال لدعم الثقافة والمثقفين، وسيتزامن تدشينها مع الحفلة الافتتاحية في شهر شوال المقبل. وأعلن المتحدث الرسمي ل«سوق عكاظ» محمد سمان أن فترة استقبال ترشيحات أعمال المشاركين في جوائز السوق انتهت يوم الأحد الماضي، وتشمل الشعراء والفنانين التشكيلين والمبتكرين في المجال العلمي والخطاطين والمصورين الفوتوغرافيين في المملكة والوطن العربي. ويحفل مهرجان «سوق عكاظ» في نسخته السادسة هذا العام ببرنامج متكامل يضم مناشط عدة، فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية، تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعوماً بتكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح المهرجان عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، وجامعة الطائف والتي تؤكد فيه حرصها كل عام على إثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معاً. ويضم البرنامج الثقافي مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، إذ أقرّت اللجنة الرئيسية مجموعة من الندوات الأدبية والفكرية، من بينها ندوة نقدية بعنوان: «شعر عنترة بن شداد»، وندوة عن «بدائل النفط والطاقة المتجددة»، وندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة»، وندوة «دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد»، وندوة «الشباب والإعلام الجديد»، وندوة «فقه الواقع». كما يشمل البرنامج الثقافي أمسيتين شعريتين بمشاركة نحو عشرة شعراء، فضلا عن محور «تجارب الكتّاب» بمشاركة مجموعة من المؤلفين لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة، ويحوي البرنامج في نسخته السادسة تقديم مسرحية: «عنترة بن شداد» الذي يعد واحداً من أشهر شعراء المعلقات، إذ ستعرض خلال الأيام الأربعة الأولى. ويتضمن برنامج «جادة سوق عكاظ» الذي تشرف عليه وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، ونماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديماً. وفي ما يخص الخيمة أوضح المتحدث الرسمي أنه يجري حالياً تنفيذ المراحل الأخيرة من مشروع الخيمة لتكون إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية، والتي تشمل المحاضرات والندوات الشعرية، إذ ستكون حاضنة لجميع البرامج والأنشطة الثقافية، فضلاً عن حفلة الافتتاح الرسمي التي تستضيف نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية من داخل وخارج المملكة. وذكر المتحدث الرسمي أن أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل، يتابع تفاصيل تنفيذ مشروع خيمة سوق عكاظ، معتبراً أن تنفيذ المشروع يأتي ضمن سلسلة المشاريع الكبرى الرامية إلى بناء مدينة تاريخية وسياحية متطورة على مساحة 9 ملايين مترمربع، تتناسب والبعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ خصوصاً، ومحافظة الطائف عموماً. وقال سمان إن المساحة الإجمالية لموقع مشروع خيمة سوق عكاظ تبلغ 7000 متر ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق، والبالغة 9 ملايين متر مربع، فيما تبلغ مساحة الخيمة 2572 متراً، وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، فيما ستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة. وأفاد أن مشروع الخيمة يتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحوي 3061 مقعداً فضلاً عن قاعات انتظار ومكاتب وخدمات مساندة وقاعات محاضرات ومناسبات، بينما يحوي الجزء الثاني عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي بارتفاعات تراوح بين 6 أمتار و33 متراً، وهي أبراج يحوي بعضها على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية اللازمة لتشغيل المبنى الرئيسي، كما أنها تدعم الشكل المعماري المناسب لأهمية المشروع، أما الجزء الثالث وهي الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيسي بالكامل مع المنطقة المقابلة لصخرة عكاظ وترتكز على دعائم معدنية.