يشهد سوق عكاظ في نسخته السادسة هذا العام تطورًا يتمثل بجاهزية مشروع «خيمة سوق عكاظ» والتي تبرعت بها شركة بن لادن بتكلفة تجاوزت 40 مليون ريال لدعم الثقافة والمثقفين، وسيزامن تدشينها مع الحفل الافتتاحي في شهر شوال المقبل. وأوضح المتحدث الرسمي لسوق عكاظ محمد سمان إنه يجري حاليًّا تنفيذ المراحل الأخيرة من مشروع الخيمة لتكون إضافة جديدة لبرامج السوق ونشاطاته الثقافية التي تشمل المحاضرات والندوات الشعرية، حيث ستكون حاضنة لجميع البرامج والأنشطة الثقافية، فضلا عن حفل الافتتاح الرسمي الذي يستضيف نخبة من الشخصيات الثقافية والفكرية من داخل وخارج المملكة. واشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة يتابع تفاصيل تنفيذ مشروع «خيمة سوق عكاظ»، معتبرًا أن تنفيذ مشروع الخيمة يأتي ضمن سلسلة المشروعات الكبرى الرامية إلى بناء مدينة تاريخية وسياحية متطورة على مساحة 9 مليون متر مربع تتناسب والبُعدين التاريخي والسياحي لسوق عكاظ خاصة ومحافظة الطائف في شكل عام. وبيّن سمان أن المساحة الإجمالية لموقع مشروع «خيمة سوق عكاظ» تبلغ 7000 مترًا ضمن إجمالي مساحة الأرض التي تملكها السوق والبالغة تسعة ملايين متر مربع، فيما تبلغ مساحة الخيمة 2572 مترًا وهي عبارة عن مدرجات مواجهة لصخرة عكاظ التاريخية، فيما ستتم تغطية المدرجات والمنطقة المواجهة للصخرة بخيمة تم تصنيعها وتوريدها من شركة يابانية متخصصة. وأفاد أن مشروع الخيمة يتكون من ثلاثة أجزاء، يمثل الجزء الأول المبنى الرئيسي ويشمل الدور الأرضي الذي يحتوي على 3061 مقعدًا فضلاً عن قاعات انتظار ومكاتب وخدمات مساندة وقاعات محاضرات ومناسبات، فيما الجزء الثاني يحتوي على عشرة أبراج موزعة على المبنى الرئيسي بارتفاعات تترواج بين ستة أمتار إلى 33 مترًا وهي أبراج يحتوي بعضها على الأنظمة الميكانيكية والكهربائية اللازمة لتشغيل المبنى الرئيس، كما أنها تدعم الشكل المعماري المناسب لأهمية المشروع، وأما الجزء الثالث وهي الخيمة فهي تغطي المبنى الرئيس بالكامل مع المنطقة المقابلة لصخرة عكاظ وترتكز على دعائم معدنية. ميدانيًا، وعلى أرض مشروع «خيمة سوق عكاظ»، وبحسب المتحدث الرسمي، فإن العمل يجري حاليًّا على تنفيذ المرحلة الأخيرة من قبل المقاول الرئيس وهي شركة Ascon، والتي تشمل: أعمال التمديدات الكهربائية وأعمال التكييف الداخلية والأرضيات، فضلًا عن تركيب الهيكل المعدني للخيمة والواجهة الخارجية، فيما أنتهت أعمال أعمال الخرسانة المسلحة للمبنى الرئيس ولجميع الأبراج، كما تم تنفيذ المكاتب والاستراحات والقاعات. آخر موعد للمسابقات وفي سياق ذي صلة، أعلن المتحدث الرسمي لسوق عكاظ أن يوم أمس الأول الأحد انتهت فيه فترة استقبال ترشيحات أعمال المشاركين لجوائز السوق تشمل الشعراء، الفنانين التشكيليين، المبتكرين في المجال العلمي، الخطاطين، والمصورين الفوتوغرافين في المملكة والوطن العربي. وتضم سوق عكاظ ثماني جوائز: هي: جائزة شاعر عكاظ، جائزة شاعر شباب عكاظ، جائزة التميز العلمي، جائزة الخط العربي، جائزة التصوير الضوئي، جائزة لوحة وقصيدة والتي تبلغ قيمتها الإجمالية 800 ألف ريال، فضلاً عن جائزتين هما: الحرف اليدوية والفلكلور الشعبية، سيتم منحها خلال فترة نشاط السوق حيث سيُطلب من المشاركين التقدم بأعمالهم لتتم معاينتهما من قبل لجنة التحكيم، وتبلغ قيمة الجائزتين 320 ألف ريال، مشيرًا إلى أن الشروط الأساسية الواجب توافرها لقبول الأعمال وبالتالي تأهلها للمنافسة في جميع الجوائز لم يطرأ عليها أي تغيير، فيما طال جائزة شاعر سوق عكاظ تغييرًا في معيار اختيار الفائز بها والتي أقرّتها اللجنة الرئيسة للسوق برئاسة سمو أمير منطقة مكة ورئيس اللجنة الإشرافية، وتتضمن معياريين أساسين هما بالتساوي وبنسبة 50 في المائة، وهما: أولاً: إنتاج قصيدة شعرية حديثة خاصة بسوق عكاظ دون تحديد لموضوعها شريطة عدم إخلالها بالشروط الأساسية، والثاني مراعاة الإنتاج الشعري للشاعر المتقدم للترشيح. الدورة السادسة يقدم سوق عكاظ في نسخته السادسة هذا العام برنامجًا متكاملاً يضم عناصر عدة فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبّر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعومًا بتكاتف جهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة، في مقدمتها إمارة منطقة مكةالمكرمة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، ووزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي، والثقافة والإعلام، إضافة إلى محافظة الطائف، وجامعة الطائف والتي تؤكد فيه حرصها كل عام، لإثراء الزائر، ومنحه الفائدة والمتعة في آن معًا. كما يندرج في نشاط السوق هذا العام معارض عدة لوزارات وهيئات حكومية، في مقدمها: الهيئة العامة للسياحة والآثار (سيرة وإنجاز)، وزارة التربية والتعليم (التصوير الضوئي والخط العربي)، الحرس الوطني (مملكة الإنسانية.. ملك السلام)، مكتبة الملك عبدالعزيز، وزارة التعليم العالي (عكاظ المستقبل)، وزارة الثقافة والإعلام (الكتاب الإلكتروني)، دارة الملك عبدالعزيز (المملكة.. وطن وتاريخ)، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني (معًا لنشر ثقافة الحوار)، أمانة محافظة الطائف، جمعية الثقافة والفنون (لوحة وقصيدة)، الهيئة السعودية للحياة الفطرية. فيما ستنضم هذا العام شركة أرامكو السعودية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومعرض جوائز سوق عكاظ. وفي المقابل، يضم سوق عكاظ برنامجًا ثقافيًّا ثريًّا يشمل مجموعة من المحاضرات والندوات والأمسيات الثقافية والأدبية والعلمية، بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، حيث أقرّت اللجنة الرئيسة مجموعة من الندوات الأدبية والفكرية، من بينها ندوة نقدية بعنوان «شعر عنترة بن شداد»، وندوة عن «بدائل النفط والطاقة المتجددة»، وندوة «الإبداع النسوي وقناع الكتابة»، وندوة دول الخليج من التعاون إلى الاتحاد»، وندوة «الشباب والإعلام الجديد»، وندوة «فقه الواقع». كما يشمل البرنامج الثقافي أمسيتين شعريتين بمشاركة نحو عشرة شعراء، فضلا عن محور «تجارب الكتّاب» بمشاركة مجموعة من المؤلفين لعرض تجاربهم في التأليف والكتابة. كما يحوي البرنامج في نسخة العام السادس تقديم مسرحية «عنترة بن شداد» الذي يُعدُّ واحدًا من أشهر شعراء المعلقات، حيث ستعرض خلال الأيام الأربعة الأولى. ويتضمن برنامج «جادة سوق عكاظ» الذي تشرف عليه وتنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار، مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي، ونماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديمًا.