نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أمس جاء فيه أنه في الوقت الذي كان الغربيون يعلنون عن مخاوفهم من أن التدخل العسكري الأجنبي في سورية يمكن أن يؤدي إلى تأجيج نار الأزمة التي أصبحت اليوم أكثر دموية من الأزمة العراقية في عز الاقتتال المذهبي أو إلى تورط دول أخرى في وحولها كان النظام في طهران يتجاهل جميع هذه الاعتبارات والمخاوف. وأوضحت الصحيفة أن مئات من عناصر الحرس الثوري الإيراني (الباسيج) وصلوا إلى سورية منذ بداية الثورة حيث شرعوا في تدريب أكثر من 50 ألف رجل من الشبيحة السوريين على فنون وأساليب القتال والترويع ضد الثوار الذين يناضلون من أجل إسقاط النظام الأسدي، وتحويلهم إلى ميليشيا على صورة ومثال الباسيج. من جانبها، قالت صحيفة وول ستريت جورنال أيضا إن الجنرال حسين حميداني من الحرس الثوري الإيراني هو المشرف على أعمال التدريب هذه داخل معسكرات سرية في الأراضي السورية، ويعاونه المئات من الضباط من وحدات ما يعرف بفيلق القدس الذي كان وراء قمع الانتفاضة «الخضراء»عام 2009 في إيران. أما مجلة دير شبيغل الألمانية فذكرت أن صمود نظام الأسد حتى اليوم يعود إلى سببين أساسيين أولهما: الوحشية الكبيرة التي تستخدمها قواته لقمع المدنيين المطالبين بالحرية، والثاني: عدم التوازن في التدخل الأجنبي إذ لم يتسلم الثوار أية مساعدات عسكرية تذكر حتى اليوم، فيما الجسر الجوي بين طهران ودمشق لم يتوقف منذ بداية الثورة أضف إلى ذلك الشحنات العسكرية الروسية، وتدفق مقاتلي حزب الله اللبناني للقتال إلى جانب قوات النظام في سورية.