كشف الدكتور عبدالله بن سليمان الفهد عضو اللجنة الكشفية العالمية، أنه على مدار العشر سنوات المقبلة سيصبح ثلثي عدد كشافي العالم البالغ عددهم 31 مليون كشاف، رسل سلام فاعلين بمقدورهم تغيير العالم إلى ما هو أفضل، وتقديم رسائل السلام إلى ما يقرب من 200 مليون إنسان على الأقل في جميع أنحاء العالم. وأكد أن المشروع الكشفي العالمي لرسل السلام من أهم المشاريع التي تحقق التربية من أجل السلام، بدعم خادم الحرمين الشريفين، وبين أن المشروع يهدف لتشجيع الكشافين في جميع أنحاء العالم على الإيمان بثقافة الحوار، دعم مبادرات المشاريع الاجتماعية للكشافين في جميع أنحاء العالم، التركيز على مهارات وطاقات الكشافة لمساعدة الشباب الذين يعيشون في مناطق الصراع، تحفيز الشباب غير الأعضاء في الحركة الكشفية على إدراك وفهم أهمية نشر السلام والتفاهم من خلال إعداد شبكة عالمية من رسل السلام. وقال في ورشة عمل خطة رسل السلام وطريقة تفعيلها في الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج: دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الكشافة في أنحاء العالم أن يكونوا رسل سلام في إحدى زياراتهم في الرياض، وتم إعداد مشاريع باسم هدية السلام عام 2006 استفاد منها عدد من الشباب في أنحاء العالم وكان لها أثر كبير على مجتمعاتهم وفقا للتقارير الواردة للصندوق الكشفي العالمي من الدول المشاركة بالمشروع الذي انطلق من جامعة الملك عبدالله في احتفال كبير حضره ملك السويد وأعضاء اللجنة الكشفية العالمية ومديري الأقاليم وأعضاء اللجان الفرعية إضافة إلى مندوبين من خمس وتسعين دولة. وأضاف من خلال مجالات المشروع الخمس السلام، الحوار، الصحة، البيئة وحل الصراعات يستطيع الطالب تصميم برنامج متكامل في أحد المجالات ويحدد أهدافه الإجرائية وخطوات تنفيذه والوقت المطلوب لتطبيقه والاحتياجات اللازمة لتنفيذه، واستشهد ببعض المشاريع الإقليمية والعالمية قائلا: المشروع العالمي حظي بإقبال كبير على مستوى الأفراد والجمعيات الكشفية الوطنية والأقاليم وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي تزخر بالبرامج المتنوعة والمفتوحة ليستفيد منها جميع شباب العالم من خلال الشبكة العالمية للمعلومات، ومن الأمثلة على المشاريع التي تم تنفيذها المشروع الكشفي لحماية البيئة ونظافتها المطبق بالمملكة والذي جمع 290 طن من النفايات خلال أسبوع واحد وغرس عشرة آلاف شجرة وعمل على توعية أكثر من خمسين ألف إنسان حول دوره في حماية البيئة ونظافتها. ثقافة السلام بين النشء: وأضاف إن التربية والتعليم من أجل السلام انطلقت بسبب الحاجة الماسة لها من قبل جميع المجتمعات، وتهدف لإيجاد ثقافة تعنى بالسلام بين النشء، مشيرا إلى أن العلاقة بين التربية والسلام قوية، فالتربية تحتاج إلى السلام والسلام يحتاج إلى التربية لغرس مفاهيم وقيم من خلال التربية الرسمية وغير الرسمية، مؤكدا أن السلام ليس حالة ساكنة وخاملة، ولكنها حالة تتطلب العمل المستمر من أجل الحفاظ على استمراريتها. ويتكون المجتمع من ناس لهم تطلعات وإمكانيات وأيديولوجيات وثقافات مكتسبة مختلفة. وبين أن المبدأ الفعال للسلام هو حول طريقة تفاعل الناس مع بعضهم البعض دون أن يؤدي ذلك لحدوث مواجهات متسمة بالعنف، موضحا أن مفهوم التعليم من أجل السلام يعتبر مفهوما واسع النطاق يشمل جميع النشاطات التي تحقق مجتمع يتمتع بالسلام وخال من العنف. 6 عناصر للتعليم في السلام: وكشف أن مفهوم منظمة اليونسكو للتعليم في السلام مبني على ستة عناصر: الحرية، المساواة، التضامن، التسامح، احترام البيئة وتقاسم المسؤولية، وقال: لهذا السبب يجب تطبيق التعليم في السلام على نطاق واسع جدا وأن يشمل كيفية تحسين الأوضاع داخل الصف أو العائلة، على النطاق المحلي والإقليمي، مشيرا إلى أنه يمكن بناء المناهج من خلال ثلاث عناصر: المعرفة والموقف والمهارات. وأشار الفهد إلى أن مهارات السلام تتضمن الاتصال، إدارة النزاعات، تحليل الأزمات، تحديد الأولويات، مهارات شفهية وكتابية في إعداد التقارير، مهارات التعامل مع البيئة، المهارات الصحية، مهارات العمل كفريق وغيرها من المهارات التي تكتسب بالتدريب. وألمح الفهد أنه من الممكن أن يكون للتعليم من أجل السلام أشكالا عدة منها: أن يكون موضوع يتم التركيز عليه في أحد المواد أو الأنشطة (مثلا: خطورة السلاح، وأضرار الصراع والخلاف والجرائم). أو موضوع قائم بحد ذاته (مثلا: مواضيع اختيارية عن السلام، إدارة وتحويل الصراع أو حقوق الإنسان) أو موضوع ليوم أو أسبوع واحد ويخضع لتطبيقات ومشاريع عملية وأن يكون موقفا أو اتجاها عاما يندرج تحت كل الأنشطة التي تعمل عليها الفرقة أو الطليعة أول الفصل. وتناول الدكتور الفهد مشروع رسل السلام الكشفي العالمي وعد الحركة الكشفية حركة تربوية لها مبادئها الثلاثة القيام بالواجب تجاه الله ثم الآخرين والذات، إضافة إلى قانونها الكشفي وطرقها التربوية، وقال تنتشر الكشافة في معظم أنحاء العالم، تحت جمعيات وطنية في كل دولة وتحت إشراف الأقاليم الكشفية وعضوية المنظمة الكشفية العالمية في جنيف، وتنظم الكشافة العديد من البرامج والمؤتمرات الكشفية والمخيمات واللقاءات الكشفية المحلية والعالمية يحضرها عشرات الآلاف من أنحاء العالم، والزيارات والرحلات بين البلدان لتبادل الخبرات. ودعا الفهد مكتب التربية العربي لتبني مسابقة لرسل السلام، بهدف تشجيع الطلاب على الانخراط في مشروع رسل السلام العالمي، ومشاركتهم في تنظيم وتقديم برامج مفيدة لأنفسهم ومجتمعاتهم.