الأخضر الإبراهيمي ضالة الغرب، وعراب التدويل الأممي، حراكه الدبلوماسي لايزال حاضرا، وشاهدا على العصر. ومهماته التي قام بها شرقا وغربا، والقضايا التي توسط فيها مؤخرا لاتزال تنزف، وملفاتها ملطخة بدماء الفتن، وعواصمها غارقة في دروب الشتات .. فمن كابول إلى بغداد قطع الإبراهيمي المسافات، وحمل الإجندات الغربية تحت غطاء الخروج من نفق الحرب الأهلية المظلم، ومن بيروت استأنف الإبراهيمي مهامه مبعوثا عربيا وكانت الحرب قد حطت أوزارها، وأعيا القتال الأطراف المتصارعة، وأثقل الموت الجسد اللبناني. وبعد لبنان استنجدت الأممالمتحدة بالإبراهيمي، فأرسلته إلى هاييتي وجنوب أفريقيا وزائير واليمن؛ للمساعدة في تفتيت النزاعات. غير أن النجاح جانب مهامه هناك، واقتصرت على الاستماع إلى وجهات النظر، وبين العراق و أفغانستان سقط الإبراهيمي؛ ففي كابول حسمت طالبان الصراع، وفي العراق كانت النتيجة الخروج بحلول تسمى توافقية ومجالس وهمية، وحكومات لا تمثل الشعب وإرادته. لذا يتيقن الجميع أن الإبراهيمي لن ينجح في سورية، والإرادة الموحدة لأعضاء مجلس الأمن مسلوبة، وتلويح روسيا والصين بحق النقض (الفيتو) يئد أي قرار يمكن أن يسهم في إجبار النظام على التنحي، والخضوع لإرادة الشعب في الحرية والكرامة. حتى أصبحت سورية موطئا لصراع القوى الدولية والإقليمية، وأصبح النظام دمية تحركها المصالح بين بكين وموسكو وطهران. غير أن تجارب الإبراهيمي التي نالت استحسان دوائر الشر الغربية، وحققت استراتيجياتها تنبئ بأن الثورة السورية أمام حلول تآمرية تستهدف إحباطها، وعزل الشعب المنتفض، والتواصل مع الأحزاب التي اعتادت سرقة الثورات، والاتجار بالدماء بدعوى النضال التاريخي. الأحزاب الكرتونية تلك جزء من مخططات يقودها إعلام ممنهج. لهذا اختارت الأممالمتحدة الإبراهيمي؛ لتساق الثورة إلى أجندات إجبارية مع مجموعات تتوافق مع النهج السلطوي. دعاة الحكومات المؤقتة والمجالس الوطنية الوهمية في الخارج ليسوا سوى مجرد ممثلين، وتمثيل الثورة يتطلب خلع الهندام الأنيق، واختراق المؤتمرات والمؤامرات المفخخة والاصطفاف إلى جانب أحرار الثورة .