تكابد قرى عرعر ووادي نعمان بمكةالمكرمة، الأمرين جراء افتقادها لمياه الشرب في المنطقة، حيث يحاصرها العطش، ولم يجد الأهالي بابا إلا وقد طرقوه، حتى يضعوا حدا لمسلسل العطش. وقد طال انتظارهم للوعود التي قطعت لهم، بالرغم أن الأشياب الواقعة بوادي نعمان بمكةالمكرمة جاهزة ولا توجد عليها أي مخالفات، بينما لايزال الأهالي ينتظرون هذه الخطوة كحل عملي لمعاناتهم المستمرة، حيث يواجهون صعوبات شتى لتأمين «وايتات» المياه لملئ خزانات منازلهم بالمياه، لذلك اتجهوا للآبار التي سببت لهم الكثير من الإشكاليات من شدة ملوحتها، في الوقت الذي أتلفت فيه رواسب المياه من الأملاح والجير، شبكة المياه الموزعة لمنازلهم «المواسير».. «عكاظ» زارت المنطقة واستمعت لشكوى الأهالي. يقول عدد من الأهالي، أن المعاملة الخاصة بإيصال المياه، تقبع في أضابير الأدارج منذ أكثر من عام، ولم يبت في أمرها، وأضافوا: «طيلة هذه الفترة ونحن نراجع الجهات المختصة في موضوع الأشياب المقفلة التي لاتوجد عليها أي مخالفات، بالرغم من أنها مجهزة بجميع التجهيزات إلا أنها تفتح حتى الآن، وأضافوا: معاناتنا في تأمين «وايتات» المياه لمنازلنا خاصة في شهري الحج ورمضان، تمثل لنا شيئا لا يمكن وصفه، كما أن الأسعار مرتفعة للغاية، حيث يتراوح أسعارها في هاتين الشهرين حوالى 500 ريال، أما بقية الأشهر فتصل إلى 320 ريالا، مشيرين إلى أن فتح أبواب الأشياب، يعني تأمين المياه لمنازلنا، وإراحتنا من هذا الجشع الذي «أرهق جيوبنا». وبين الشيخ سعد هريس السرواني، أن هنالك 33 قرية تتمنى فتح هذه الأشياب لتأمين المياه لمنازلهم، مشيرا إلى أن أحد فاعلي الخير تبرع لهم بأرض الأشياب بعدما جهزها بكافة وسائلها وأضاف «ومنذ عام ونحن نراجع الجهات المختصة لفتح هذه الأشياب، علما بأنه لاتوجد عليها أي مخالفات»، ولذلك معاناتنا مستمرة، لتوفير المياه لمنازلنا، مبينا بأنهم يستخدمون مياه الآبار، حتى أنها أتلفت عليهم مواسير منازلهم من شدة أملاحها، كما أنها سببت لنا الكثير من المشاكل الصحية. الأشياب مغلقة وأعرب المواطن سعود الهذلي، عن استيائه الشديد من عدم فتح الأشياب ما أدى إلى ارتفاع أسعار وايتات المياه، مبينا بأن استهلاك الأسر الصغيرة للمياه في المنازل يصل إلى صهريج في الشهر، أما استهلاك الأسر الكبيرة فيصل إلى شاحنتين في الشهر، فيما يتم تغيير المواسير بين الفينة والأخرى، لانسدادها بأملاح مياه الآبار. وأشار الهذلي إلى أن الأشياب المقفلة تبعد عنا 10 كيلو مترات، معربا عن أمله في أن تسرع الجهات المختصة في فتح الأشياب حتى تنتهي معاناتهم مع المياه التي بات توفيرها يتطلب جهدا مقدرا، موضحا أنهم في القرية لم يبق لهم سوى بئر واحد يسقون أنفسهم منه. ويقول محمد رده السرواني: «أملنا في الله ثم في المسؤولين، أن يعيروا معاناتنا نظرة فيعملوا على إنهاء معاناتنا مع المياه التي هي عصب الحياة وحل تلك المعضلة التي باتت تؤرقنا». عودوا لجهات الاختصاص هذا وقد اعتذر ل«عكاظ» مدير مصلحة المياه بمكة المهندس عبدالله حسنين، في التعليق على قضية معاناة أهالي تلك القرى مع المياه، وذلك عند محاولتنا الاتصال به للوقوف على رأيه مكتفيا بالقول: «لا أملك صلاحية التصريح للإعلام، عليكم العودة لجهات الاختصاص».