تعتبر الطوال من أكبر المراكز في جازان وتنام في أقصى جنوب الوطن على بعد أمتار من الحدود السعودية اليمنية بقراها المتناثرة على ضفاف واديها الخصب وادي تعشر الذي يخترق أراضيها ومزارعها. وتشتهر الطوال بمنفذها الذي يعتبر من أهم وأكبر المنافذ البرية التي تربط بين المملكة واليمن ويحتل مكانة استراتيجية واقتصادية في غاية الأهمية، باعتباره نافذة مهمة للتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين. وترد عبره ما يقارب من 60 % من البضائع اليمنية إلى المملكة، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة التي تعبره إلى الديار المقدسة لأداء فريضة الحج أو العمرة. مشروع منفذ جمرك الطوال الجديد هو واجهة من الواجهات الحضارية وتحفة معمارية بلغت تكلفته الإجمالية ما يقارب 53 مليون ريال على مساحة إجمالية مقدارها 530 ألف قدم مربع، وشملت الدائرة الجمركية والمباني التابعة لها ومكاتب التخليص وكافة الإدارات الحكومية والمرافق الخدمية من محلات تجارية وغيرها إضافة إلى إنشاء ثلاث وحدات سكنية مخصصة للموظفين العزاب، وجار حاليا تحديد البدء في تنفيذ مشروع إسكان للعائلات. وادي تعشر يعتبر وادي تعشر بفتح التاء وسكون العين واحدا من أكبر الأودية في منطقة جازان وأشهر روافده وادي الملح، بالإضافة إلى عدد كبير من الشعاب التي تصب فيه ويخترق هذا الوادي العملاق مركز الطوال وقراه، ويسقي جزءا كبيرا من أراضي المركز التي تتميز بخصوبة أرضها. العادات والتقاليد على الرغم من التطور السريع في حياة الناس والتي أدت إلى القضاء على كثير من الأعراف والعادات والتقاليد التي كانت سائدة في وقت مضى إلا أنه في الطوال الوضع مختلف، فلا زال أهلها من أكثر الناس محافظة على العادات والتقاليد الاجتماعية ويقومون بإحيائها في المناسبات الاجتماعية سواء في الأعياد أو حفلات الزواج والعزاء والألعاب والرقصات الشعبية التي يشارك فيها الكبار وصغار السن والأطفال للمحافظة عليها وإحيائها دائما في أي مناسبة من المناسبات. العزاوي رقصة الختان تشتهر الطوال بالرقصات الشعبية مثل السيف والعزاوي والمعشى هذه اللعبة الشعبية الأولى والمحببة والتي يفضلها الجميع. العزاوي، هذا اللون يختص بقطاع تهامه من المنطقه ويقال في مناسبات الختان قديما وقد انتهت منذ امد بعيد وكان من يراد تختينه ينشد هذا اللون حيث كان الختان يتم بعد سن العشرين في ذلك الوقت. انا ولد قوم حناحينا القاسمي ماله وصي فينا ماقط حدناش الضيافينا بعد السمن والجالب الزينا انا ولد قوم حناحينا رصاصهم زاع الملاعينا في دحمله عند الصلاتينا بتو بتسعه لوم ليدينا نهار غطرفن النساوينا. الثريد في الصدارة موائد جازانية شعبية تصدرت موائد أهالي المحافظات والمراكز، ففي الطوال الأكلات الشعبية هي سيدة الموائد وفي الطليعة كانت أكلات الثريد والمفتوت والعكيد والكبسة وغيرها هي المحببة للجميع، فالثريد يتكون من اللبن والسمن البلدي والدخن ويقدم في إناء فخاري ويؤكل حارا أو يعد من أفضل الأكلات الشعبية. يقول عنه كبار السن إنه (مسامير الرجلين) أي أنه الأكل القوي الذي يكسب الأرجل قوة وصلابة، وكان الآباء القدامى يعتمدون عليه في أداء أعمالهم الشاقة، والمفتوت يقدم في إناء فخاري أيضا وهو (الحيسية)، والعكيد عبارة عن دقيق وسمن بلدي وعسل والكبسة معروفة بالأرز واللحم، أما الحنيذ فهو وضع اللحم في التنور ووضع معه شجر البشام ذي الرائحة الطيبة حتى يضيف نكهة خاصة لرائحة اللحم الأكلات الأساسية، بل إن تلك الأكلات لايشعر أي شخص بالنكهة بالأكل إلا بوجودها. بالبلدي لؤلؤة الجنوب عبدالله مشهور محافظة الطوال.. هذه المحافظة ومنفذها الهام الذي يعد من أقدم وأشهر وأهم المنافذ البرية والذي حظي بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 1396/ 1397 وكانت زيارة ميمونة مباركة وهلت التباشير يومها على الطوال التي باتت يومها ترفل في ثوب الفرح والطموح وقد أنشد فيها أحمد علي عكور قصيدة بعنوان (لؤلؤة الجنوب): طرب الفؤاد وبالمكارم أنشدا شوقا على جمر الحنين توقدا واختال يشدو رقة وعذوبة لما رأى فينا الأمير محمدا هذه الطوال تزينت لقدومكم فتانة كالغصن بلله الندى للقياكم إن الطوال لتفخر بأبنائها من قضاة ومشايخ ودكاترة وأطباء وعلماء وشعراء في شتى المجالات، ومنفذها الهام يمر منه سنويا سفراء ودبلوماسيون من الدول العربية أو الإسلامية العاملون باليمن؛ لأداء مناسك الحج والعمرة.