دعت أمانة جدة ملاك السيارات التالفة في كارثتي جدة 1430ه، 1432ه الموجودة في حجز الشركة المتعاقدة معها في حي بريمان، لإحضار الأوراق اللازمة، وإنهاء الاجراءات المتعلقة لاستلامها خلال 90 يوما، قبل مصادرتها وبيعها في المزاد العلني. تجاهل النداء ولاتزال سيارات خربة وبأعداد كبيرة تشوه المنظر العام للأحياء، تضايق الأهالي، وتحرمهم من الوقوف بالقرب من منازلهم وإخافتهم من تسببها في وقوع كارثة إذا ماتعرضت للعبث بإضرام النار فيها، فضلا عما يعانونه جراء استحواذ ناقلات الصرف الصحي والليموزينات وسيارات سحب المركبات«السطحات»، على المواقف وتعمد سائقيها الوقوف على مداخل الأحياء وواجهات المنازل، بعيدا عن أعين الجهات الرقابية التي تمنع أنظمتها دخولها للأحياء وتشترط على ملاكها تأمين مواقف وورش صيانة لها كشرط أساسي قبل الحصول على الترخيص. الوضع مزرٍ وأكد فهد الحربي، أن وضع حي الصفا، مزرٍ بيئيا، بسبب ناقلات الصرف الصحي التي لوثت الهواء، وتحولت الى مصدر للذباب والحشرات، مشيرا إلى أنه بات لا يجد موقفا شاغرا لإيقاف سيارته، كما أن الناقلات تسببت بأضرار وتلفيات لعدد كبير من المركبات خلال تنقلها. وقال: «وقعت عدة حوادث متفرقة أدت الى مشاجرات بين الاهالي وسائقي الصهاريج»، مطالبا جميع الجهات في الأمانة والمرور والشرطة عدم التهاون بحق سيارات النقل وتطبيق الأنظمة بصرامة، خاصة التي تتعمد الوقوف داخل الأحياء والمواقف الجانبية في الشوارع لافتا الى أن مضايقاتها للسكان زادت وأعدادها تضاعفت نتيجة لعدم مساءلتهم. قلب المشكلة من جهته، أشار أحمد السالمي من سكان حي بني مالك، إلى أن مشاكل الناقلات والسيارات الخربة والليموزينات تكمن في أن سائقيها يسكنون الأحياء الآهلة بالعوائل؛ لأن معظم المنازل القديمة التي هجرها أصحابها بالانتقال الى أحياء أخرى وأحالوها الى مساكن للعزاب بعد إعادة ترميمها وتقسيمها، تسببوا في جلب الضرر لجيرانهم القدامى. وأكد السالمي، أن تلك المباني وجدت إقبالا من العمالة سائقي سيارات الأجرة والناقلات بسبب عدم التزام كفلائهم بتأمين مساكن لهم، الأمر الذي دفعهم إلى البحث عن مواقف لسياراتهم وناقلاتهم في المواقع الموجودة أمام منازل الأهالي وتسببوا في إزعاجنا، مبينا أنهم سجلوا بلاغات وشكاوى عدة لدى المرور وأمانة جدة، إلا أن تضارب الأدوار والمسؤولية بحجة الاختصاص بين الجهتين حال دون الوصول لحلول إيجابية تنهي المعاناة، مختتماً :"إن الحل الأمثل يكمن في تغريم أولئك السائقين ومنحهم قسائم مخالفة بمبلغ معين حتى تكون رادعا لهم في عدم الوقوف في الأحياء مرة أخرى». لا نريد أكثر من جانبه، بين إبراهيم الشيخ، أنه لايريد من الجهة التي تختص بأوضاع الشاحنات وسيارات الأجرة أكثر من رفع الضرر وتطبيق الأنظمة بحزم بحق سائقيها، مؤكدا أن المشاكل التي تسببوا فيها تعدت مزاحمة السكان على مواقف سياراتهم إلى عرقلة حركة السير داخل الأحياء وشوهت المنظر العام، اضافة الى تحويل المساحات الخالية إلى ورش لاصلاح الأعطال الخفيفة وتغيير الزيوت لناقلاتهم وسياراتهم، الأمر الذي يستوجب على الجهات المعنية التصدي بحزم لها وتكليف ملاكها بتخصيص مواقف لها خارج النطاق العمراني، بعيدا عن الأحياء السكنية وإلزامهم بتوجيه عمالتهم بالوقوف فيها. أسباب الصمت من جهته، أبدى منصور البشري، استغرابه عن أسباب الصمت على الشاحنات التي تتخذ من الأحياء السكنية مواقف لها، موضحا أن السلبيات الناجمة عن ذلك تتجاوز مضايقات المواطنين بالوقوف أمام منازلهم إلى السلوكيات غير الأخلاقية. وقال: «إن تنامي ظاهرة وقوف الشاحنات وسيارات الأجرة وعدم الالتفات لشكاوى سكان الأحياء من مضايقتهم لهم في مواقف منازلهم ومرور الدوريات الميدانية للشرطة والمرور والأمانة في الأوقات التي تتواجد فيها داخل الأحياء والشوارع دون إتخاذ أي أجراء من الأسباب التي دفعتهم إلى التزايد بشكل كبير والتجرؤ على الأماكن الخالية أمام المنازل لايقافها ما حدا ببعض المستأجرين من السكان إلى البحث عن منازل أخرى في الأحياء التي لاتعاني من مضايقات الناقلات وسيارات الليموزين». تبرير الوقوف إلى ذلك برر أحد سائقي الناقلات وقوفهم داخل الأحياء لعدم تأمين كفلائهم مساكن ومواقف مخصصة لهم، مبينا أنهم لايتعمدون مضايقة المواطنين بالوقوف أمام منازلهم كما أنهم ينطلقون من ساعات الفجر الأولى إلى أعمالهم ولايعودون إلا بعد صلاة المغرب ما يعني أن وقوفهم لايتعدى ساعات على حد وصفه، لافتا إلى أنهم يلتزمون بإيقاف ناقلاتهم في مواقع لاتؤثر على حركة السير ولا تتسبب في إزعاج السكان ولم يجدوا أي مساءلة من أي جهة تحذرهم من الوقوف في الساحات الخالية داخل الأحياء». الالزام بالتوفير في المقابل أوضح مصدر في أمانة جدة، أنهم يتعقبون سائقي الشاحنات الذين يقومون بإيقافها داخل الأحياء، مؤكدا أن ملاك الناقلات ملزمون بتوفير مواقع خارج النطاق العمراني لوقوف معداتهم، بالإضافة إلى أنه سبق أن تم وضع لوحات إرشادية تمنع الوقوف وتم ضبط أعداد مخالفة منها وتغريمها حسب الأنظمة واللوائح. من جهة أخرى بين ل«عكاظ»: مدير مرور محافظة جدة المكلف العميد وصل الله الحربي، أن محافظة جدة تشهد نهضة عمرانية شاملة في كل مرافقها الحيوية وبالتالي فإن هناك العديد من الجهات التي تعمل على تشييد هذه المرافق أو في مجال البنية التحتية ما يدعو الى وجود حركة للشاحنات. وأكد الحربي، أن إدارة المرور حددت أوقات دخول تلك السيارات بالطرق السريعة بعيدا عن أوقات الذروة، علما بأن دوريات المرور تكثف متابعتها للسيارات في جميع الأوقات لتطبيق العقوبات اللازمة على المتجاوزين للقوانين المرورية، لافتا الى أن التنسيق مستمر مع الجهات المعنية في الأمانة وإدارة الطرق لإيجاد الحلول المناسبة لمشاكل الزحام وحركة الشاحنات. وقال: «أما فيما يتعلق بالمخالفات الأخرى كالوقوف داخل الأحياء وإغلاق الشوارع والتسبب في الزحام هناك متابعة مباشرة لجميع المداخل والمخارج لتطبيق القوانين بحق المخالفين وفقا للأنظمة المرورية».