تعاني سيدة الأعمال السعودية الكثير من الصعوبات في تسيير تجارتها وإدارة مشاريعها، بعض هذه الصعوبات يتعلق بثقافة مجتمعنا وبعضها يتعلق بقوانين تضع قيودا على المرأة العاملة، ويبدو أن جميع هذه العوائق لا تمثل شيئا أمام ما تمثله المرأة كعائق أمام المرأة نفسها، ولقد كتبت غير مرة عن هذا العائق الغريب العجيب الذي لا يكاد يوجد سوى في بلادنا الحبيبة، لا توجد دولة في العالم تقف فيها المرأة ضد المرأة سوى في السعودية، كم مرة ناديت النساء السعوديات على اتفاق موحد وحقيقي يدون فيه أولويات مشاكل المرأة السعودية وليس كما يحدث الآن، فكل سيدة تغني على ليلاها دون اكتراث أو وعي بأولويات مشاكل المرأة وأهميتها، الذي جعل المرأة السعودية على هامش نمو المجتمع وتطوره هو المرأة نفسها، وأكبر عائق يواجهها هي نفسها لا أحد آخر، هناك عشرات الآلاف من سيدات الأعمال يعانين مشاكل وعوائق جمة، وهناك ملايين المطلقات يعانين أكثر منهن، وهناك كثر هن معلقات ومعنفات ومعضولات، إلى آخر ما لا يمكن تخيله من مشاكل تعانيها المرأة السعودية، ولكن الحلول مؤجلة وغير مأمولة في القريب العاجل بسبب تشتت مواقف النساء السعوديات تجاه قضاياهن المصيرية، ما حدث في انتخابات مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الرياض قبل أيام يثبت هذا الكلام بحذافيره، حيث لم تشارك في الاقتراع سوى 90 سيدة من أصل خمسة آلاف سجل تجاري مسجلة بأسماء سيدات أعمال سعوديات، مع أنه لا يوجد سوى سيدتين رشحن أنفسهن وفشلن فشلا ذريعا بسبب خذلان زميلاتهن لهن وتركهن يواجهن الآلاف المؤلفة من الرجال، وعندما تعتب على هجرة أكثر من عشرة مليارات ريال يملكهن سيدات أعمال سعوديات يتذمرن من عدم وجود حقوق تضمن لهن إدارة أعمالهن بأنفسهن، وعدم اهتمام الغرف التجارية بهن، الذي حصل من خذلان سيدات الأعمال السعوديات لزميلاتهن المرشحات يؤكد أن المشكلة تكمن في فكر المرأة السعودية نفسها، عندما تتاح لهن الفرصة في إثبات وجودهن يختفين بطريقة غريبة، ثم بعد ذلك يخرجن صارخات بأن هناك من يمنعهن من إثبات وجودهن!. [email protected]