ربما تكون واحدة من سيدات الاعمال اللاتي يعملن في ادارة المال وتنميته، وهو حق مشروع تسعى إليه صاحبات الاعمال، ولكن وجه الاختلاف في سيدة الاعمال هيا السنيدي هو انها حريصة كل الحرص على ان تكون مشاريعها بابا لتوظيف الكوادر النسائية لكسب لقمة العيش. تؤكد السنيدي في حوارها الصريح جدا مع «المدينة» ان المملكة بها الكثير من الانشطة والمجالات التي تستقطب المرأة للعمل، وهي مؤمنة بأن تلك النشاطات لو استثمر فيها العنصر النسائي ستختفي كلمة بطالة نسائية في المملكة. بدأت هيا السنيدي مثل الكثيرات في مجال الأزياء والملابس، ولكن طموحها ودعم النصف الاخر في حياتها «زوجها رجل الاعمال محمد الفضل» ،فتح امامها مجالات، وهو كما تقول وتؤكد «المستشار الاول في جميع قراراتي». لديها الكثير من القناعات والافكار التي تتمنى ان تطبقها، وهو طموح لا يختلف عن طموحها الذي حققته عندما افتتحت «سنيدي اكسبو» كشركة متخصصة في تنظيم المعارض، وعلى الرغم من ذلك لم تنكر ان البدايات في عالم الازياء كان له النصيب الاكبر في الكشف عن خبايا السوق وعالم المال والاعمال. الكثير من الافكار والطموحات جاءت في حوار «المدينة» مع سيدة الاعمال هيا السنيدي .. فإلى تفاصيل ما جاء في الحوار : * كيف وجدت التجربة والتحول من مجال الازياء الذي بدأت به وبين العمل في تنظيم المعارض؟ شركة «سنيدي اكسبو» لتنظيم المعارض هي نشاط تجاري جديد طورت من خلاله عملي ولا يمكن أن أنكر أن مجال الأزياء كان له فضل كبير في صقل موهبتي التجارية فمن خلاله استطعت ان افهم طريقة التعامل مع الاخرين، وماهية السوق وأتاح لي فرصة السفر لعدة بلدان تعرفت من خلالها على مفهوم التجارة والتي تعني ان تصبح فردا واعيا لقيمة المال وكيفية التعامل مع العملاء باختلاف أذواقهم وأفكارهم، وهذا أفادني لدرجة كبيرة وفجر داخلي طاقات لدي رغبت بعدها في اختيار نشاط تجاري أضمه لنشاطي الأول واستفيد فيه من خبرتي المكتسبة . * وما هي العوائق التي واجهتك في النشاطين ؟ بصراحة نشاط الأزياء نشاط يخلو تقريبا من العوائق الكبيرة لذلك كثير من سيدات الاعمال يبدأن نشاطهن من خلاله ليتمكنّ من تأسيس قاعدة جيدة يمكن بعدها الانطلاق لما هو أفضل أما بالنسبة لنشاط تنظيم المعارض فوجدت أمامي معوقات لكن بحكم الدعم الذي اتلقاه من زوجي رجل الاعمال محمد الفضل استطعت تذليل كثير منها لكن يظل هناك عائق كبير أواجهه وهو التأشيرات وهذه تعتبر مشكلة رغم انني شخصيا أؤمن ومثلي الأعلى انه لا توجد مشكلة إلا ولها حل لكن مسألة التأشيرات التي تواجهنا مشكلة ليست بأيدنا ولا نمتلك نحن قرار تذليلها خاصة وان المعارض التجارية لا تقام بدون التأشيرات ويمكن أن يتسبب في فشله فنجاحه يعتمد على وجود التأشيرات إن لم تتوفر سيفشل أي معرض مقام وهذه بالنسبة لي من أهم الأسباب. * شكل قطاع سيدات الاعمال على مدار العشر سنوات جدلا واسعا حول أهمية تذليل العقبات أمامهن ودعم المشاريع النسائية ومشاركتهن في صنع القرار في مجالس الغرف واليوم نحن نشهد تغيرات كبيرة ومتسارعة في هذا القطاع، هل سيدات الاعمال على قدر هذه المسؤولية ومساهمتهن فعلا تحتاج كل هذا الدعم ؟ سيدات الاعمال يعانين بصفة عامة طيلة السنوات الماضية وبالفعل بدأت تذلل كثير من العقبات أمامهن لكن ..ببطء شديد والمشكلة هي مشكلة ثقة فلا يمكن أن تمنح سيدة الاعمال الثقة التي تمنح لرجل الأعمال حتى ولو تساوى مستوى نشاطهما التجاري والاستثماري ..وسيدات الأعمال استطعن وبالتحديد في الخمس سنوات الماضية تحقيق قفزات وظهرت تخصصات تجارية جديدة لشابات سعوديات امتلكن المبادرة للدخول في تجارب اقتصادية جديدة والخروج من النمطية التي ظلت لفترة طويلة تعاني منها الأنشطة الاستثمارية النسائية، أيضا الأهالي أصبحوا يدعمون بناتهم للبحث عن الفرص واقتناصها لتحقيق التميز وجيل سيدات الاعمال الاول كان أيضا رغم بساطة انشطتهن التجارية واجهة مشرفة للمملكة واستطعن من خلال خبرة السنين ان ينادين بأصواتهن لتذليل كثير من الصعوبات والمشاكل التي يمكن بعد عدة سنوات أيضا ان تواجه أي سيدة ترغب في خوض مجال التجارة وهذه نقطة تحسب لصالحهن وسيدات الاعمال في كل المناطق عكسن مدى جديتهن وحماسهن في المساهمة الفعلية رغم أنني معجبة بسيدات أعمال جدة واللاتي ناضلن لأخذ حقوقهن وهذا انعكس في خوضها الانتخابات لمجلس إدارة الغرفة التجارية لأول مرة على مستوى الغرف التجارية في مكة وفوزهن باربع مقاعد اثنان منها بالانتخاب واثنان بالتعيين . * لكن البعض يرى ان تجربة مجلس الغرف في الدورة الماضية لم تكن على قدر كبير من النجاح لذلك انخفض عدد المقاعد النسائية في المجلس بدورته الحالية؟ هذا غير صحيح سيدات الاعمال الأربع اللاتي انتخبن وعينَّّ في الدورة الماضية ابلن بلاء حسنا وبالعكس حققن نجاحا والدليل تعميم وتطبيق تجربة الانتخابات النسائية في الغرف التجارية في بعض مناطق المملكة وهذا اكبر دليل أما قضية انخفاض عدد المقاعد للسيدات في الدورة الحالية فهذا أمر انتخابي بحت لا علاقة له بالنجاح أو الفشل . وبدون تحيز سيدة أعمال جدة لها السبق في دخول المجلس من أربع سنوات وباقي المناطق الآن بدأت في تعميم التجربة. * هل لدينا أموال مجمدة في البنوك لسيدات الاعمال وباعتبار ان تجميدها يشكل نوعا من الهدر الاقتصادي للبلد كيف ترين هذه القضية من وجهة نظرك؟ نعم هناك كثير من السيدات لديهن أموال مجمدة في البنوك وأنا أرى السبب الرئيسي لتجميد هذه الأموال عدم وجود الجهة التي تمنحهم دراسات جدوى وتقترح لهن فرصا استثمارية يمكن من خلالها ان يستثمرن هذه الأموال بشكل صحيح ويحقق لهن في نفس الوقت الربح، ولنقل ان كثيرا من سيدات الاعمال يخشين الدخول في مخاطرة غير مدروسة بالرغم من أنهن يمتلكن الرغبة القوية في خوض استثمارات متعددة وأنشطة اقتصادية مختلفة وفي كل الأحوال يظل «رأس المال جبان» . * إذاً أين دور الغرفة التجارية هنا لتقديم الدعم الاستشاري لقطاع سيدات الاعمال في تحديد الفرص الاستثمارية لمناسبة وتثقيفهن في هذا المجال ؟ الغرفة التجارية تقدم الاستشارة والمعونة لطالبيها لكن كثيرا من سيدات الاعمال لا يزرن الغرفة التجارية ولا يطلبن منها أي استشارة . * في الفترة الأخيرة أصبح سيدات الاعمال يفضلن الاستثمار في العقار هل هذا جاء كردة فعل بعد الأزمة الاقتصادية الأخيرة وقبلها انهيار سوق الأسهم والخسائر التي لحقت بعدد كبير منهن؟ لا العقار هو الابن البار لسيدة الأعمال السعودية ومن زمن طويل تفضل الاستثمار في العقار لأن نسبة الامان فيه عالية وهو يعتبر أسهل الاستثمارات وآمنها ولا يوجد فيه مشاكل كبيرة. * ارتفاع سعر الذهب والذي وصل في الفترة الأخيرة لأرقام لم يصلها على مدار عقد من الزمن هل يمكن لهذا الارتفاع ان يقلل من الإقبال على شرائه خاصة وان ضمن أنشطتك الاستثمار في الذهب والمجوهرات ؟ الذهب لم يزد سعره إلا عندما زاد عليه الطلب فبعد انهيار الاقتصاد توجه كثير من المستثمرين والأفراد لشراء الذهب فمن زمن كانت المرأة تشتريه للزينة أما اليوم فهو جزء من الاستثمار بل هو يصنف في بعض الأحيان كالبترول فمهما حدث يظل محتفظا بقيمته واعرف سيدات أعمال يستثمرن في شراء الذهب وأنا على العكس أرى ان شراءه لم يقل بقدر ارتفاع درجة الوعي للحصول عليه وحفظ المدخرات.ولا اعتقد ان ينخفض سعر الذهب بل سيستمر في الصعود أو الثبات. * الشركات العائلية ظلت لفترة طويلة رافدا اقتصاديا كبيرا وتعرضت هذه الكيانات لانهيار كثير منها بسب النزاعات الداخلية التي أدت إلى فضها واعتبرها المجتمع خسارة، هل باعتقادك أن غياب المرأة عن مجلس إدارة هذه الشركات وصنع القرار كان أحد الأسباب التي أدت لهذه الخسارة ؟ أولا الشركات العائلية تعتبر رافدا وطنيا مهما وحتى الأجانب عندما يزورن المملكة ويتعرفون على أشهر هذه الكيانات وأنها مكونة للرجال والنساء في إطار عائلة واحدة كانوا يحسدوننا على هذه الشركات والمرأة مشاركتها في قرار هذه الشركات من خلال السماح لها في مجالس ادراتها أكيد يمكن ان يحمي هذا الكيان من أن يكون مصيره التقسيم لأن الخلاف يأتي بسبب ان تظل المرأة المساهمة في هذه الشركة مغيبة يتحكم في مصيرها القائم بالأعمال سواء أخ أو عم او غيره وهي لا تشعر انها مستثمرة ولها أسهم في هذه الشركة فتلجأ بسبب ضغط أبنائها وزوجها خاصة وان كان من خارج إطار الأسرة ان تطالب بحقها حتى وان كان من خلال فض هذه الشراكة وهنا تحدث الخسارة لذلك انا أقول إذ تم اشراك المرأة في مجلس هذه الشركة واطلعت على ما يدور فيها لشعرت ان من مصلحتها تقوية هذا الكيان واستمراره. * ما هي أكثر استثمارات سيدات الأعمال من وجهة نظرك ؟ في المقام الأول المرأة تستثمر في العقار والذهب لثقتها فيهما ومن ثم المشاريع تليها الأسهم التي أصبحت تحتل اقل أولوية لاستثمارات سيدات الأعمال لما تعرضن له من خسارات كبيرة. * هل سيدة الاعمال هيا السنيدي خسرت في سوق الأسهم وبكم تقدري خسارتك؟ - ضحكت- نعم، أكيد ومن لم يخسر في الأسهم خسارتي لم تكن بالكبيرة لكنها خسارة فكل ما كسبته خسرته في السوق . * هل ستكرري التجربة ان عاد السوق وانتعش ؟ لا يمكن ان اكرر تجربة الاستثمار في الأسهم فلا يلدغ المؤمن ، خاصة وانني في تلك الفترة لإحساسي أني مالكة لهذه الأسهم وبصراحة بعد الخسارة شعرت أنها مقامرة. * كم عدد الشركات المشاركة في هذا المعرض (صالون المجوهرات) ؟ معرض (صالون المجوهرات) والذي سيقام مايو المقبل، تحت إشراف الغرفة التجارية والصناعية بجدة، سيضم 50 شركة محلية وعالمية. وستشارك فيه أكثر من 7 دول من مختلف العام وعلى هامش المعرض سيكون هناك مسابقة للمصممين الناشئين شبابا وشابات في إطار المسؤولية الاجتماعية لشركتي وهذه أطلقتها لمساعدة الشباب من خلال ان نكون همزة وصل بينهم وبين الشركات التي يمكن ان تتبنى مواهبهم. سيكون للمسابقة دعم إعلامي واحدى الشركات ستقدم جائزة بصناعة وتنفيذ هذه التصاميم الفائزة . وبصراحة جاءت فكرتي لإيماني بأهمية عدم حصر تفكير رجل أو سيدة الاعمال على تحقيق الربح دون ان يشرك المجتمع ولو بجزء بسيط في ذلك وأنا في معرضي الأول للديكور ( ديكوفير) قمت بجزء من منطلق المسؤولية الاجتماعية والتي كانت عبارة عن محاضرات تثقيفية للفتيات في طريقة اختيار الديكور وكيف وهذا توجه جديد ففي كل معارض العالم لا يوجد جزء مخصص للمسؤولية الاجتماعية والحمدلله هذا متوفر لدينا لإيماننا بأهميته . * لكن بالرغم من فوز مصممات سعوديات بجائزة مجلس الذهب العالمي إلا أنهن ورغم الحضور العالمي مغيبات محليا لا نعدام الدعم ؟ لأنه لإنجاح هذه التصاميم لابد من أن تتبنى من جهات كبيرة لتنفذها وتصيغها وتصبح منتجا يسوق ومن ثم يتحقق النجاح لمصمم فالدعم والتبني هو أهم ما يحتاجه مصممو المجوهرات لذلك نحن في المسابقة اتفقنا مع جهات أجنبية ومحلية ستتبنى التصاميم الفائزة وتنفذها وستقوم بعرضها لمدة سنتين في معرض صالون المجوهرات. * كيف تقيمين مستوى الوعي لجانب المسؤولية الاجتماعية لدى رجال وسيدات الاعمال بالسعودية وبجدة بالتحديد؟ اولا سيدة الاعمال بطبعها عاطفية والسيدة السعودية من أكثر السيدات اللواتي يسعين لعمل الخير وبالتالي فمفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى سيدات الاعمال واعٍ جدا ولهن مساهمات كبيرة ومهمة من قبل ان يظهر مفهوم المسؤولية الاجتماعية وهذا كان واضحا من خلال المشاركة مع الجمعيات الخيرية ومنذ زمن طويل . ورجال الاعمال كذلك وأكثر . * البعض يقول ان دور رجال الاعمال وسيدات الاعمال في مساعدة متضرري جدة وإعادة اعمار المناطق المتضررة كان مخيبا للآمال، ما هو ردك؟ سؤال جيد لاني ارغب في ان أتحدث عن الظلم الذي وقع على رجال وسيدات الاعمال من خلال الاتهام الذي وجه لهم بأنهم تخاذلوا ولم يقدموا أي دعم كونهم كانوا بعيدين عن الأزمة وأنا شخصيا شاهدت بعيني ما قام به عدد كبير من رجال وسيدات الاعمال لمساعدة المتضررين والذي يقول إنهم لم يساهموا لم يسمع ولم يرَ لأن ما قاموا به لم يرغبوا في ان يسلط عليهم الضوء لان ما قاموا به كان لوجه الله ونابعا من حبهم لمدينتهم جدة وكثيرون قدموا دعما بدون ذكر اسمائهم و اسم شركتهم. * هناك دعوات ظلت لفترة طويلة تشير لغياب المرأة عن المجال الصناعي وبالتحديد العمل بالمصانع في خطوط الإنتاج، هل ترى ان فتح المجال لها في المصانع يمكن ان يحل من مشكلة بطالة الإناث والتي أصبحت مرتفعة بشكل كبير في المملكة؟ المرأة من وجهة نظري مغيبة ليس فقط عن المصانع بل عن المحلات التجارية وخاصة بيع المستلزمات النسائية وأيضا محلات بيع الذهب وهذه كلها مواقع يمكن ان تجد المرأة السعودية فيها مجال عمل يؤمن لها لقمة عيش شريفة خاصة وان ما سبق -اغلبها إذا ما كان كلها- تعمل فيها عمالة اجنبية فلماذا لا تسعود هذه الفرص انطلاقا من أهمية السعودة بتوظيف الإناث وبالتالي حققنا جزءيتن السعودة والتأنيث في نفس الوقت وقللنا البطالة المنتشرة بين النساء وبالتالي يخفف من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية والضغط على الجمعيات الخيرية، وبالتطرق لفكرة بيع الرجال في الأسواق أنا شخصيا عجزت عن فهم مسألة السماح للرجال في بلد كالمملكة ببيع المستلزمات النسائية للنساء وهذا خدش لابد من إعادة النظر في ذلك وأنا اعتبره شيئا غير أخلاقي وبالنسبة لي فقد قاطعت سوق المستلزمات النسائية في المملكة من سنوات طويلة لرفضي القطعي في التعامل مع رجل في شراء ما يخصني والطريف أني اشتري احتياجاتي من الخارج فهناك محلات بيع المستلزمات النسائية البيع فيها بالكامل للنساء لذلك لا بد ان يوجد المسؤولون حلا في هذا التناقض . * زوجك رجل الأعمال محمد الفضل، إلى أي مدى أثر في شخصية هيا السنيدي ؟ بدون شك اثر فيّ وبشكل كبير وأنا شخصيا استفدت منه في عملي ولا زلت خاصة من خبرته وكل ما أواجه صعوبات يساندني لمواجهتها ويدفعني للأمام حتى قراراتي المهمة هو مستشاري الأول . * تؤمنين بتوظيف النساء في الشركات ؟ 100% ووجودها أصبح مهما وحتميا ويمكن لهذه الشركات ان تستفيد كثيرا من خبرات بناتنا وأنا شخصيا 50% من الوظائف في شركاتي تعمل فيها النساء ولا اشترط شروطا تعجيزية وانما ادعم عملها بالكامل وأشجعه وهو محل تقدير دائما .