أصبح مجتمعنا مرتعا خصبا للأشخاص الذين يبحثون عن الظهور تحت أي قضية وتحت أي مسمى، بغض النظر عما يسبب للآخرين من ضرر، المهم أن يتناقل الناس اسمك أو صورتك أو قضيتك، كثرة وسائل الإعلام التي تهتم بخصوصية المجتمع السعودي وتجد فيها مواد إعلامية للترفيه والتندر والغرابة تسبب في ظهور المئات من السعوديين على شاشات القنوات، حتى أني أذكر قبل فترة من الزمن أن إحدى الأخوات من اللاتي يعملن في قنوات فضائية تجارية تبحث عن أي امرأة سعودية تظهر في البرنامج الذي تعده وليس لديها أي شروط سوى أنها سعودية لدرجة أنها على استعداد لتلقينها ما تقول! إن كنت سعودية فظهورك عبر القنوات الفضائية بسيط جدا ولا يحتاج سوى التحدث في قضية غريبة أو مثار بلبلة، حتى وإن كان كلامك غير مثر ولا يضيف شيئا، المهم أن تظهري ويكتب تحت اسمك ناشطة، دون أن تفهمنا هذه القنوات ما هدفها من إظهار نساء هامشيات يجعجعن دون فائدة تذكر ويتجاهلون عالمات ومخترعات سعوديات أصبح اسمهن يتردد في كل وسائل الإعلام العالمية. ظهرت إحدى الأخوات على شاشة فضائية تدعو عبر جمعية أسستها النساء إلى القبول بتعدد الزوجات ، ومهما تحدثت الأخت عن أسباب تبنيها لمثل هكذا قضية لن تخرج الأسباب عن حب ظهور محض، لأن الأخت صغيرة سن ولا تملك تجربة كافية لدراسة مشكلة ووضع حلول لها، لأن دراسة الأعداد الهائلة من العوانس يقابلها أعداد أكبر منها من المطلقات وهذا الرقم الضخم من المطلقات يلغي تماما أن الحل يكمن بقبول التعدد، لأن الأخت لو طاوعناها في قبول هذا الحل ستجد نفسها سببا في مشكلة أكبر وهي تضاعف أعداد المطلقات، على أختنا ناشطة التعدد أن تدرس أولا وجود أكثر من 25 ألف مطلقة سنويا وتدرس السبب الحقيقي في سهولة الطلاق عند الرجل قبل أن تحمل المرأة السعودية فوق طاقتها، قبول المرأة بالتعدد يعني وضع اللوم على الضحية وجلدها أكثر، قلت لكم إن السبب الحقيقي ليس الإحساس بالمسؤولية تجاه مجتمعنا بقدر ماهو «شطحة» من أجل الظهور. [email protected] Twitter: @sighaalshammri